Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 9, Ayat: 62-63)

Tafsir: al-Baḥr al-madīd fī tafsīr al-Qurʾān al-maǧīd

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قلت : إنما وحّد الضمير في يُرضوه إما لأن رضى أحدهما رضى الآخر ، فكأنهما شيء واحد ، أو لأن الكلام إنما هو في إيذاء الرسول عليه الصلاة والسلام وإرضائه ، فذكر الله تعظيماً لجانب الرسول ، أو لأن التقدير : والله أحق أن يرضوه ، ورسوله كذلك فهما جملتان . والضمير في أنه من يُحادِدِ : ضمير الشأن : وفأن : إما تأكيد لأن الأُولى ، وجملة فله : جواب ، أو تكون بدلاً منها ، أو في موضع خبر عن مبتدأ محذوف ، أي : فحقٌ ، أو واجب له نار جهنم . يقول الحق جل جلاله : { يحلفون بالله } أي : المنافقون ، { لكم } أيها المؤمنون ، حين يعتذرون في التخلف عن الجهاد وغيره ، { ليُرْضوكم } أي : لترضوا عنهم وتقبلوا عذرهم ، { واللَّهُ ورسولهُ أحقُ أن يرضُوه } بالطاعة والوفاق ، واتباع ما جاء به ، { إن كانوا مؤمنين } صادقين في إيمانهم . { ألم يعلموا أنه } أي : الأمر والشأن ، { من يُحادِدِ اللَّهَ ورسولهُ } يعاديهما ، ويخالف أمرهما { فأنّ له } فواجبٌ أن له { نارَ جهنم خالداً فيها ذلك الخزيُ } أي : الهول { العظيم } ، والهلاك الدائم ، والعياذ بالله . الإشارة : من أرضى الناسَ بسخط الله أسخطهم عليه وسخط عليه ، ومن اسخط الناس في رضي الله أرضاهم عليه ، ورضي عنه ، فمن أقر منكراً حياء أو خوفاً من الناس ، فقد أسخط مولاه ، ومن انكر منكراً ، ولم يراقب أحداً فقد أرضى مولاه ، ومن راقب الناس لم يراقب الله ، ومن راقب الله لم يراقب الناس ، { والله ورسوله أحق أن يُرضُوه إن كانوا مؤمنين } . وتأمل قول الشاعر : @ مَنْ رَاقَبَ النَّاسَ مَاتَ غَمّاً وفَازَ باللذاتِ الجسُور @@ وبالله التوفيق . ومن أخلاقهم أيضاً : الخوف من الفضيحة ، والاستهزاء بالدين ، كما أبان ذلك بقوله : { يَحْذَرُ ٱلْمُنَافِقُونَ أَن تُنَزَّلَ عَلَيْهِمْ سُورَةٌ } .