Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 9, Ayat: 6-6)

Tafsir: al-Baḥr al-madīd fī tafsīr al-Qurʾān al-maǧīd

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قلت : " أحد " : فاعل يفسره : " استجارك " . يقول الحق جل جلاله : { وإنْ } أتاك { أحدٌ من المشركين } المأمورين بالتعرض لهم ، حيثما وجدوا ، { استجاركَ } يطلب جوارك ، ويستأمنك ، { فأجِرْهُ } أي : فأمنهُ { حتى يسمع كلامَ الله } ويتدبره ، ويطلع على حقيقة الأمر ، لعله يُسلم ، { ثم أبلغه مأمنه } أي : موضع أمنه إن لم يسلم ، ولا تترك أحداً يتعرض له حتى يبلغ محل أمنه { ذلك بأنهم قومٌ لا يعلمون } أي : ذلك الأمر الذي أمرتك به بسبب أنهم قوم لا علم لهم بحقيقة الإيمان ، ولا ما تدعوهم إليه ، فلا بد من إيجارهم ، لعلهم يسمعون ويتدبرون فيكون ذلك سبب إيمانهم . الإشارة : وإن استجارك أيها العارف أحد من عوام المسلمين ممن لم يدخل معكم بلاد الحقائق ، وأراد أن يسمع شيئاً من علوم القوم ، فأجره حتى يسمع شيئاً من علومهم وأسرارهم ، فلعل ذلك يكون سبباً في دخوله في طريق القوم . ولا ينبغي للفقراء أن يطردوا من يأتيهم من العوام ، بل يتلطفوا معهم ، ويسمعوهم ما يليق بحالهم لأنَّ العوام لا علم لهم بما للخواص ، فإن اطلعوا على ما خصهم الله به من العلوم دخلوا معهم ، إن سبق لهم شيء من الخصوصية . وقال شيخ شيوخنا سيدي علي الجمل رضي الله عنه : لا ينبغي لأهل الخصوصية أن يدخلوا بلد العموم إلا في جوار أحد منهم ، وإلاّ أنكرته البلد لأن البلد أم تغير على غير أبنائها ، ولا ينبغي أيضاً للعموم أن يدخلوا بلد الخصوص إلا في جوار رجل منهم ، وإلا أنكرته البلد . هـ . بالمعنى . ثم استبعد الحق أن يكون للمشركين عهد مع المسلمين ، فقال : { كَيْفَ يَكُونُ لِلْمُشْرِكِينَ عَهْدٌ عِندَ ٱللَّهِ وَعِندَ رَسُولِهِ } .