Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 1, Ayat: 6-6)

Tafsir: at-Tibyān fī tafsīr al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

المعنى : معناه بيان الصراط المستقيم ، إذ كان كل طريق من طرق الحق صراطاً مستقيماً . والمعنى صراط من أنعمت عليهم بطاعتك . القراءة وقرأ حمزء بضم الهاء من ذلك : وفي أيديهم " وإليهم " حيث وقع . وروى الدوري عنه بضم الهاء في قوله : { فعليهم غضب من الله } وقرأ يعقوب بضم كل هاء قبلها ياء ساكنة في التثنية وجمع المذكر والمؤنث ، نحو : " عليهما " وفيهما " عليهن " و " فيهن " ، وضمّ ميم الجمع ووصلها بواو في اللفظ ابن كثير وأبو جعفر . وعن نافع فيه خلاف كثير . وعن غيره لا نطول بذكره ، وهو مذكور في كتب القراءات . فمن قرأ بكسر الهاء وإسكان الميم قال : إنه أمن من اللبس إذا كانت الألف في التثنية قد دلت على الاثنين ولا ميم في الواحد ، فلما لزمت الميم الجمع حذفوا الواو وأسكنوا الميم طلباً للتخفيف . وحجة من قرأ " عليهم " انهم قالوا ضم الهاء هو الأصل لأن الهاء إذا انفردت من حرف متصلٍ بها قيل : " هم فعلوا " ومن ضم الميم إذا لقيها ساكن بعد الهاء مكسورة قال : لمّا احتجت إلى الحركة رددت الحرف إلى أصله فضممت وتركت الهاء على كسرتها ، لأنه لم تأت ضرورة تحوج إلى ردها إلى الأصل ومن كسر الميم فالساكن الذي لقيها ، والهاء مكسورة ثم اتبع الكسرة الكسرة . الاعراب ( والذين ) في موضع جرٍ بالاضافة ، ولا يقال في الرفع ( اللذون ) ، لأنه إسم ليس يتمكن . وقد حكي اللذون شاذا ، كما قيل الشياطون ، وذلك في حال الرفع ولا يقرأ به ، وقرأ صراط من أنعمت عليهم : عمر بن الخطاب وعبد الله بن زبير ، وروي ذلك عن أهل البيت عليهم السلام . والمشهور الأول . والنعمة التي أنعم بها على المذكورين وإن لم تذكر في اللفظ فالكلام بدل عليها لا لما قال : إهدنا الصراط المستقيم ، وبيّنا المراد بذلك ، ثم بيّن أن هذا صراط من أنعمت عليهم بها ، فلم يحتج إلى إعادة اللفظ كما قال النابغة الذبياني : @ كأنك من جمال بني أقيش يقعقع خلف رجليه بشن @@ لما قال جمال بني أقيش قال يقعقع ، ومعناه جمل يقعقع خلف رجليه ، ونظير ذلك كثيراً جداً .