Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 10, Ayat: 24-24)
Tafsir: at-Tibyān fī tafsīr al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
المثل قول سائر يشبه به حال الثاني بالأول . وقيل { مثل الحياة الدنيا } صفة الحياة الدنيا . وقيل في المشبه والمشبه به في الآية ثلاثة اقوال : احدها - قال الجبائي : إنه تعالى شبه الحياة الدنيا بالنبات على ما وصفه الله تعالى في الاغترار به والمصير إلى الزوال كالنبات الذي يصير إلى مثل ذلك . الثاني - انه شبه الحياة الدنيا بالماء فيما يكون به من الانتفاع ثم الانقطاع . الثالث - انه شبه الحياة الدنيا بحياة مقدرة على هذه الأوصاف ، لما يقتضيه { وظن أهلها أنهم قادرون عليها } أي علموا الانتفاع بها . وقوله { فاختلط به نبات الأرض } فالاختلاط تداخل الأشياء بعضها في بعض فربما كان على صفة مدح ، وربما كان على صفة ذم . وقوله { حتى إذا أخذت الأرض زخرفها } فالزخرف حسن الألوان كالزهر الذي يروق البصر ، ومنه قيل زخرفت الجنة لأهلها وقوله { وظن أهلها أنهم قادرون عليها } معناه ظنوا أنهم قادرون على استصحاب تلك الحال منها - جعلها على غير شيء منها ، لأن القادر عليهم وعليها أهلكها . وقوله { وازينت } أصله تزينت فأدغمت التاء في الزاي واجلبت الهمزة لامكان النطق بها . وقرأ الأعرج وغيره { وازينت } على وزن ( افعلت ) والأول أجود لأن عليه القراء . وقوله { كأن لم تغن بالأمس } معناه كأن لم تقم على تلك الصفة فيما قبل ، يقال : غني بالمكان إذا أقام به والمغاني المنازل ، قال النابغة : @ غنيت بذلك إذهم لك جيرة منها بعطف رسالة وتودد @@ وقوله { كذلك نفصل الآيات لقوم يتفكرون } معناه مثل ذلك نميز الايات ونبينها لقوم يفكرون فيها ويعتبرون بها ، لأن من لا يفكر فيها ولا يعتبر بها كأنها لم تفصل له ، فلذك خصصهم بالذكر .