Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 10, Ayat: 23-23)
Tafsir: at-Tibyān fī tafsīr al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قرأ حفص { متاع الحياة } بنصب العين . الباقون بالرفع . من رفع يحتمل أمرين : احدهما - ان يكون رفعاً بأنه خبر المبتدأ والمبتدأ قوله { بغيكم } الثاني - ان يكون بغيكم مبتدأ ، وقوله { على أنفسكم } خبره . ورفع متاع على تقدير ذلك متاع الحياة الدنيا . ومن نصب فعلى المصدر . قال أبو علي الفارسي { على أنفسكم } يحتمل أن يكون متعلقاً بالمصدر ، لأن فعله متعد بهذا الحرف كما قال { بغى بعضنا على بعض } وقال { ثم بغي عليه لينصرنه الله } فاذا جعلت الجار من صلة المصدر كان الخبر متاع الحياة الدنيا والمعنى بغي بعضكم على بعض متاعاً في الحياة الدنيا . ويجوز ان تجعله متعلقاً بمحذوف ، ولا تجعله من صلة المصدر ، وفيه ذكر يعود إلى المصدر . والتقدير انما بغي بعضكم على بعض عائد على أنفسكم ، فعلى هذا يتعلق بالمحذوف دون المصدر المبتدأ وهو في المعنى كقوله { ولا يحيق المكر السيء إلا بأهله } وقوله { فمن نكث فإنما ينكث على نفسه } فاذا رفعت متاع الحياة على هذا كان خبر مبتدأ محذوف كأنك قلت : ذاك متاع الحياة الدنيا أو هو متاع . ومن نصب احتمل وجهين : احدهما - ان يجعل من صلة المصدر ، فيكون الناصب للمتاع هو المصدر الذي هو البغي ، ويكون خبر المبتدأ محذوفاً ، وحسن ذلك لطول الكلام ، لأن بغيكم يدل على تبغون . والآخر - ان يجعل على أنفسكم خبر المبتدأ ، ويكون نصب متاع على أحد وجهين : احدهما - يمتعون متاع الحياة فيدل انتصاب المصدر عليه والآخر - ان يضمر تبغون كأنه قال تبغون متاعاً ، فيكون مفعولا له . ولا يجوز أن يتعلق بالمصدر إذا جعلت { على } خبراً ، لقوله إنما بغيكم على انفسكم ، لفصلك بين الصلة والموصول . اخبر الله تعالى في هذه الاية عن هؤلاء الكفار الذين اذا رأوا الأهوال والشدائد في الفلك في البحر فزعوا إلى الله ودعوه مخلصين له الدين ، وقالوا متى انجيتنا من هذه { لنكونن من الشاكرين } أنه اذا انجاهم وخلصهم من تلك الشدائد عادوا إلى البغي وهو الاستعلاء بالظلم . واصل البغي الطلب . تقول بغاه يبغيه اذا طلبه . والبغية الطلبة ، والنجاة التخلص من الهلاك . والتخليص من الاختلاط لا يسمى نجاة . ومعنى " لما " ايجاب وقوع الثاني بالأول كقولك : لما قام قمت ، ولما جاء زيد قام عمرو . والحق وضع الشيء في موضعه على ما يدعوا العقل اليه ، والحق والحسن معناهما واحد . وقوله { يا أيها الناس إنما بغيكم على أنفسكم } خطاب من الله تعالى للخلق بأن بغيكم على انفسكم من حيث ان عقابه يلحقكم دون غيركم { متاع الحياة الدنيا } معناه إنكم تطلبون بالبغي بغير الحق التمتع في الحياة الدنيا . ثم بعد ذلك ترجعون إلى الله بعد موتكم فيجازيكم بأعمالهم بعد أن يعلمكم ما عملتموه وما استحققتم به من انواع العقاب . وقال مقاتل : معنى { يبغون في الأرض بغير الحق } يعبدون غير الله . وقال غيره : معناه كلما أنعمنا عليهم بغوا للدين وأهله الغوائل .