Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 10, Ayat: 30-30)

Tafsir: at-Tibyān fī tafsīr al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قرأ اهل الكوفة الا عاصما { تتلوا } بالتاء من التلاوة . الباقون بالباء . من قرأ بالباء فمعناه تختبر من قوله { وبلوناهم بالحسنات والسيئات } اي اختبرناهم ، ومنه قولهم البلاء ثم الثناء أي الاختبار للثناء عليه ينبغي أن يكون قبل الثناء ليكون عن علم بما يوجبه . ومعنى اختبار النفس ما اسلفت إن قدّم خيراً أو شراً جزي عليه ، كما قال { فمن يعمل مثقال ذرة خيراً يره ومن يعمل مثقال ذرة شراً يره } وغير ذلك . ومن قرأ بالتاء فمن التلاوة . ويقوي ذلك قوله { فأولئك يقرؤن كتابهم } وقوله { اقرأ كتابك } وقوله { ورسلنا لديهم يكتبون } ويكون ( تتلو ) بمعنى تتبع ويكون المعنى هنالك تتبع كل نفس ما أسلفت من حسنة وسيئة ، فمن أحسن جوزي بالحسنات ومن أساء جوزي به ، فعلى هذا يكون المعنى مثل قراءة من قرأ بالباء . وقال ابن زيد : معنى " تتلو " تعاين . وقال الفراء : معناه تقرأ ، وقال غيره تتبع . وقال ابن عباس معنى ( تتلو ) تخبر قال الشاعر : @ قد جعلت دلوي تستتليني ولا أحب تبع القرين @@ اي تتبعني من ثقلها ، ومعنى { هنالك } في ذلك المكان ، وهو ظرف فـ ( هنا ) للقريب و ( هنالك ) للبعيدو ( هناك ) لما بينهما قال زهير : @ هنالك إن يستخبلوا المال يخبلوا وإن يسألوا يعطوا وإن ييسيروا يغلوا @@ والاسلاف تقديم امر لما بعده ، فمن أسلف الطاعة لله جزي بالثواب . ومن أسلف المعصية جزي بالعقاب . وقوله { وردّوا إلى الله } فالرد هو الذهاب إلى الشيء بعد الذهاب عنه ، فهؤلاء ذهبوا عن أمر الله فأعيدوا اليه . والرد والرجع نظائر ، ويجوز أن يكون الرد بمعنى النشأة الثانية ، وهو الاليق ها هنا . وقوله { مولاهم الحق } فالمولى المالك للعبيد ، ومعناه مالكهم لأنه يملك أمرهم ، وهو أملك بهم من أنفسهم . وقوله { وضل عنهم ما كانوا يفترون } يعني ما كانوا يدعونهم - بافترائهم من الشركاء - مع الله يضلون عنهم يوم القيامة ويبطلون .