Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 10, Ayat: 4-4)

Tafsir: at-Tibyān fī tafsīr al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قرأ أبو جعفر { حقا أنه } بفتح الهمزة . الباقون بكسرها . من فتح ، فمعناه اليه مرجعكم ، لأنه يبدأ . ومن كسر استأنف . قال الفراء : من فتح جعله مفعول حقاً كأنه قال حقاً أنه . قال الشاعر : @ أحقاً عباد الله ان لست زائراً بثينة او يلقى الثريا رقيبها @@ اخبر الله تعالى أن الذي خلق السموات والأرض هو الله تعالى ، وهو الذي يستحق العبادة لا غيره وان اليه مرجع الخلق كلهم . والمرجع يحتمل معنيين : احدهما أن يكون في معنى الرجوع فيكون مصدراً . والاخر - موضع الرجوع فيكون ظرفاً ، كأنه قال : اليه موضع رجوعكم يكوّنه اذا شاء . ومعنى الرجوع اليه يحتمل أمرين : احدهما - ان يعود الأمر إلى ان لا يملك أحد التصرف في ذلك الوقت غيره تعالى بخلاف الدنيا ، لأنه تعالى قد ملك كثيراً من خلقه التصرف في دار الدنيا ومكنهم من ذلك . والثاني - ان يكون معناه انكم ترجعون اليه احياء بعد الموت أي إلى موضع جزائه . وقوله { وعد الله حقاً } نصب على المصدر وتقديره احقه حقاً او وعد الله وعداً حقاً ، لأن في قوله { مرجعكم } انه وعد بذلك الا انه لما لم يذكر الفعل اضيف المصدر إلى الفاعل ، كما قال كعب بن زهير : @ يسعى الوشاة جنابيها وقيلهم انك يا ابن أبي سلمى لمقتول @@ اي ويقولون قيلهم . وقوله { انه يبدأ الخلق ثم يعيده } اخبار منه تعالى انه الذي أنشأ الخلق ابتداء ، وهو الذي يعيدهم بعد موتهم النشأة الاخرى ليدل بذلك خلقه على أنه اذا كان قادراً على الابتداء فهو قادر على الاعادة . وقوله { ليجزي الذين آمنوا وعملوا الصالحات } فيه بيان أنه انما يعيد الخلق ليعطيهم جزاء اعمالهم من طاعة ومعصية ، والعطاء اذا كان ابتداء لا يسمى جزاء . وقوله { بالقسط } معناه بالعدل ، لأنه لو زاد الجزاء او نقص لخرج عن العدل ، ولكن يجزيهم وفق اعمالهم حتى لا يكون الجزاء على النبوة كالجزاء على الايمان بل كل طاعة يستحق الجزاء على قدرها . وقوله { والذين كفروا لهم شراب من حميم } معناه ان الذين يجحدون نعم الله ويكفرون بوحدانيته ويجحدون رسله { لهم شراب من حميم } وهو الذي اسخن بالنار اشدّ اسخان . قال المرقش الاصغر : @ وكل يوم لها مقطرة فيها كباء معدّ وحميم @@ الكباء العود الذي يتبخر به . وقوله { وعذاب أليم } معناه مؤلم { بما كانوا يكفرون } اي جزاء على كفرهم .