Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 10, Ayat: 6-6)
Tafsir: at-Tibyān fī tafsīr al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
الاختلاف ذهاب كل واحد من الشيئين في غير جهة الاخر ، فاختلاف الليل والنهار ذهاب أحدهما في جهة الضياء والآخر في جهة الظلام . والليل عبارة عن وقت غروب الشمس إلى طلوع الفجر الثاني ، وهو جمع ليلة كتمرة وتمر . والنهار عبارة عن اتساع الضياء من طلوع الفجر الثاني إلى غروب الشمس . والنهار واليوم معناهما واحد إلا أن في النهار فائدة اتساع الضياء . وقوله { وما خلق الله في السماوات والأرض } معناه ما قدر فيهما وفعله على مقدار تقتضيه الحكمة : من الحيوان والنبات وغيرهما ومن غير نقصان ولا زياد ، وإن في رفعه السماء بلا عمد ، وتسكينه الارض بلا سند ، مع عظمها لأعظم آيات لمن تفكر في ذلك وتعقله ، ويتقي مخالفته . والخلق مأخوذ من خلقت الأديم اذا قدرته . وإنما خص ما خلق في السموات والأرض بالذكر للاشعار بوجوه الدلالات إذ قد تكون الدلالة في الشيء من جهة الخلق ، وقد تكون من جهة اختلاف الصورة ومن جهة حسن المنظر ، ومن جهة كثرة النفع ومن جهة عظم الأمر ، كالجبل والبحر . وقوله { لآيات لقوم يتقون } معناه ان في هذه الاشياء التي ذكرها دلالات على وحدانية الله لقوم يتقون معاصيه ويخافون عقابه ، وخص المتقين بالذكر لما كانوا هم المنتفعين بها دون غيرهم .