Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 10, Ayat: 7-7)

Tafsir: at-Tibyān fī tafsīr al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

معنى { إن الذين لا يرجون لقاءنا } يحتمل أمرين : احدهما - لا يخافون عقابنا ، كما قال الهذلي : @ اذا لسعته النحل لم يرج لسعها وخالفها في بيت نوب عواسل @@ والثاني - أن يكون معناه لا يطمعون في ثوابنا ، كما يقال تاب رجاء لثواب الله وخوفاً من عقابه . والملاقاة وإن كانت لا تجوز الا على الاجسام . فانما اضافها إلى نفسه ، لان ملاقاة ما لا يقدر عليه إلا الله يحسن ان يجعل لقاء الله تفخيماً لشأنه كما جعل إتيان ملائكته اتياناً لله في قوله { هل ينظرون الا أن يأتيهم الله في ظلل من الغمام } وكما قال { وجاء ربك } وانما يريد وجاء امر ربك . ومعنى قوله { ورضوا بالحياة الدنيا } قنعوا بها دون غيرها من خير الاخرة ومن كان على هذه الصفة ، فهو مذموم لانقطاعه بها عن الواجب من أمر الله . وقوله { واطمأنوا بها } معناه ركنوا اليها على وجه التمكين فيه ، فهؤلاء مكنوا الاحوال الدنيا ، فصاحبها يفرح لها ويغتم لها ويرضى لها ويسخط لها . وقوله { والذين هم عن آياتنا غافلون } معناه الذين يذهبون عن تأمل هذه الايات ولا يعتبرون بها . والغفلة والسو نظائر ، وهو الذهاب المعنى عن القلب بما يضاده وقد تستعمل الغفلة في التعرض لها ، ولذلك يقولون : تغافل ولا يقولون مثله في السهو .