Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 10, Ayat: 81-81)
Tafsir: at-Tibyān fī tafsīr al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قرأ ابو عمرو وحده { آلسحر } على الاستفهام . الباقون على الخبر . قال ابو علي الفارسي : في قراءة ابي عمرو ( ما ) يرفع بالابتداء ، وجئتم به في موضع الخبر والكلام استفهام ، لأن الكلام يستقبل بقوله جئتم به . ولو كانت موصولة احتاج إلى خبر آخر . وهذا الاستفهام المراد به التقرير كما ، قال { أأنت قلت للناس } لان موسى كان عالماً بأن ذلك السحر . وانما ألحق الف الاستفهام بقوله { السحر } لان السحر بدلا من " ما " المبتدأ ولزم ان يلحق السحر الاستفهام ليساوي المبدل منه في انه استفهام ، الا ترى انه ليس في قولك السحر استفهام وعلى هذا قالوا كم مالك أعشرون أم ثلاثون ، فجعلت العشرون بدلا من كم فألحقت ام لانك في قولك كم درهماً مالك ، مدع ان له مالا . ومن قرأ على الخبر جعل ( ما ) موصولة { وجئتم به السحر } صلة ، والهاء مجرورة عائدة على الموصول والسحر خبر المبتدأ الذي هو الموصول . وحكى الفراء : انه دخل الالف واللام في في قوله { السحر } للعهد ، لانهم قالوا لما اتى به موسى إنه سحر ، قال موسى ما جئتم به فهو من السحر . وفي قراءة اني ما جئتم به سحر بلا الف ولام . ومن قرأ بالاستفهام جعل ( ما ) في قوله { ما جئتم به } للاستفهام . ومن قرأ على الخبر جعل ( ما ) بمعنى الذي وفسرت ( ما ) بالواحد في السحر . لأن المعنى عليه ، وانما ذكر للتوبيخ كقولك ما صنعت الفساد . حكى الله تعالى انه لما ألقى السحرة سحرهم قال لهم موسى : الذي جئتم به السحر فمن قرأ على الخبر ، واي شيء جئتم به السحر مقرراً لهم ثم اخبر ان الله سيبطل هذا السحر الذي فعلتموه { إن الله لا يصلح عمل المفسدين } فالاصلاح تقديم العمل على ما ينفع بدلا مما يضر . والصلاح استقامة العمل على هذا الوجه . والافساد تعويج العمل إلى ما يضر بدلا مما ينفع . والفساد اضطراب العمل على هذا الوجه . والصلاح مضمن بالنفع لانه اذا اضيف ظهر معنى النفع فيه كقولك صلاح لزيد ، وهو اصلح له اي انفع له وان كان فيه فساد على غيره .