Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 10, Ayat: 85-86)

Tafsir: at-Tibyān fī tafsīr al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

الفاء في قوله { فقالوا } فاء العطف وجواب الأمر كما يقال قال السائل كذا فقال المجيب كذا . وانما جازت الفاء في الجواب ولم تجز الواو ، لأن الفاء ترتيب من غير مهلة ، فهي موافقة لمعنى وجوب الثاني بالأول وليس كذلك الواو . لما حكى الله تعالى قول موسى لقومه { إن كنتم آمنتم بالله فعليه توكلوا } حكى ما أجاب به قومه من قولهم : توكلنا على الله ، وانهم سألوا الله وقالوا { ربنا لا تجعلنا فتنة } أي محنة واعتباراً { للقوم الظالمين } وخلصنا { برحمتك من القوم } الذين كفروا بآياتك ، وكل كافر ظالم لنفسه بتعرضه للعقاب وليس كل ظالم كافراً . والفتنة أصلها البلية وهي معاملة تظهر الامور الباطنة . يقال فتنت الذهب اذا أحرقته بالنار ليظهر الخلاص وقوله { يوم هم على النار يفتنون } اي يحرقون بما فيه من اظهار حالهم في الضلال وقوله { والفتنة أشد من القتل } معناه التعذيب للرد عن الدين ، لما فيه من اظهار النصرة أشد ، ومعنى { لا تجعلنا فتنة للقوم الظالمين } لا تمكنهم من ظلمنا بما يحملنا على اظهار الانصراف عن ديننا - في قول مجاهد - وقال ابو الضحى والجبائي معناه : لا يظهروا علينا فيروا أنهم خير منا . وقوله { ونجنا } معناه خلصنا مما فيه المخافة والشماتة . وانما جاز وصف الله تعالى بالرحمة مع كثرة استعمالها في الرقة لدلالة التعظيم على انتفاء معنى الرقة ان نعمه في الاسباغ والكثرة تقع موقع ما تبعث عليه الرقة . وانما سألوا النجاة من استعباد فرعون وملائه إياهم وأخذهم بالاعمال الشاقة والمهن الخسيسة .