Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 10, Ayat: 87-87)

Tafsir: at-Tibyān fī tafsīr al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

أخبر الله تعالى انه أوحى إلى موسى وأخيه بمعنى ألقى اليهما في خفاء والايحاء والايماء والاشارة نظائر ، وكله بيان ودلالة . وحكى الرماني أن قوماً أجازوا أن يوحي الله إلى من ليس بنبي برؤيا أو إلهام ، قال : وليس يجوز عندنا على المعنى الذي يقع الوحي إلى الانبياء ، لانه إنما يقع على خلاف مجرى العادة بمعجزة تشهد بأنه تعالى ألقى المعنى اليه . ولا يجوز ان تطلق الصفة بالوحي الا لنبي فان قيد ذلك على خلاف هذا المعنى كان جائزاً ، كقوله { وأوحى ربك إلى النحل } ومعنى قوله { تبوءا } اتخذا يقال : بوّأته منزلا أي اتخذته له وأصله الرجوع من { باؤوا بغضب من الله } أي رجعوا ، والمبوء المنزل لانه يرجع اليه للمقام فيه ومنه قولهم ( بؤ بشسع كليب ) أي ارجع به . وقوله { واجعلوا بيوتكم قبلة } معناه مصلى . وقيل قبلة : مسجداً ، لانهم كانوا خائفين فأمروا بأن يصلوا في بيوتهم - في قول ابن عباس ومجاهد وابراهيم والسدي والضحاك والربيع - وقال الحسن يعني قبلة نحو الكعبة . ولم يصرف ( مصر ) لانه مؤنث معرفة كقولك هند ، ولو صرفته لخفته كما صرفت هند كان جائزاً ، وترك الصرف أقيس . وقوله { وأقيموا الصلاة } أمر من الله اياهم باقامة الصلاة والدوام على فعلها { وبشر المؤمنين } أمر منه لموسى ان يبشر المؤمنين بالجنة وما وعد الله تعالى من الثواب وانواع النعيم .