Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 10, Ayat: 90-90)
Tafsir: at-Tibyān fī tafsīr al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قرأ أهل الكوفة الا عاصماً { آمنت إنه } بكسر الألف . الباقون بفتحها . قال ابو علي : من فتح الهمزة فلأن هذا الفعل فصل بحرف الجر في نحو { يؤمنون بالغيب } و { يؤمنون بالجبت } فلما حذف الحرف وصل الفعل إلى ( ان ) فصار في موضع نصب او خفض على الخلاف في ذلك . ومن كسر الالف حمله على القول المضمر كأنه قال { آمنت } فقلت إنه ، واضمار القول في نحو هذا كثير . وهذا احسن لان قوله { أنه لا إله إلا الله } في المعنى ايمان ، واذا قال آمنت فكأنه ذكر ذلك . وقال الرماني : من كسر ( إن ) جعله بدلاً من { آمنت } . ومن فتح جعله معمول { آمنت } وفي الكلام حذف ، لأن تقديره فاتبعهم فرعون وجنوده بغياً وعدواً فيه فغرقناه حتى اذا ادركه الغرق . حكى الله تعالى أنه جاوز ببني إسرائيل البحر بمعنى اخرجهم منه بأن جفف لهم البحر وجعله طرقاً حتى جاوزوه . والمجاوزة الخروج عن الحد من احدى الجهات الأربعة ، لأنه لو خرج عن البحر بقليل وهو متعلق عليه لم يكن قد جاوزه . والبحر مستقر الماء الواسع بحيث لا يدرك طرفه من كان في وسطه . ويقال : ما فلان إلا بحر لسعة عطائه . وقوله { فأتبعهم فرعون وجنوده بغياً وعدواً } فالاتباع طلب اللحاق بالأول : اتبعه إتباعاً وتبعه بمعنى . وحكى ابو عبيدة عن الكسائي انه قال إذا اريد انه اتبعه خيراً او شرّاً قالوا بقطع الهمزة ، واذا اريد انه اقتدى بهم واتبع أثرهم قالوا بتشديد التاء ووصل الهمزة . والبغي طلب الاستعلاء بغير حق . والباغي مذموم لقوله تعالى { فقاتلوا التي تبغي حتى تفيء إلى أمر الله } و ( عدواً ) معناه عدواناً وظلماً . وقوله { حتى إذا أدركه الغرق قال آمنت أنه لا إله إلا الذي آمنت به بنوا إسرائيل } اخبار منه تعالى أن فرعون حين لحقه الغرق والهلاك قال ما حكاه الله وكان ذلك ايمان إلجاء لا يستحق به الثواب كما لا يستحق بالايمان الضروري . وقوله { بغياً وعدواً } نصب على المصدر والمراد بغياً على موسى وقومه واعتداء عليهم .