Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 11, Ayat: 120-120)

Tafsir: at-Tibyān fī tafsīr al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله { وكلاً } نصب على المصدر ، وتقديره ، كل القصص نقص عليك . وقال قوم : نصب على الحال ، فقدم الحال قبل العامل ، كما تقول : كلا ضربت ، ويجوز ان يكون نصباً على انه مفعول به ، وتقديره : وكل الذي تحتاج اليه نقص عليك ، ويكون { ما نثبت به فؤادك } بدلاً منه - في قول الزجاج - والقصص الخبر عن الأمور بما يتلو بغضه بغضاً ، مأخوذاً من قصه يقصه اذا اتبع أثره ، ومنه قوله { قالت لأخته قصيه } أي اتبعي اثره . والانباء جمع نبأ ، وهو الخبر بما فيه عظم الشأن ، وكذلك يقولون لهذا الأمر نبأ ، والتثبيت تمكين اقامة الشيء ثبته تثبيتاً اذا مكنه ، ومعنى { ما نثبت به فؤادك } يحتمل ان يكون ذلك بتسكينه ، ويحتمل ايضاً ان يكون بالدلالة على وجوده . والفؤاد القلب مأخوذ من المفتاد ، وهو المشوي قال النابغة : @ كان خارجاً من حيث صفحته سفود شرب نسوه عند مفتأد . @@ ومعنى { وجاءك في هذه الحق } قال ابن عباس ، والحسن ، ومجاهد : يعني في هذه السورة . وقال الجبائي يعني جاءك في هذه الأنباء . وقال الزجاج : يعني في هذه الأزمان . وقال قتادة : معناه في هذه الدنيا . والأول أصح ، والتقدير وجاءك في هذه السورة الحق مع ما جاءك في سائر السور . ومعنى ( الآية ) الاعتبار بقصص الرسل لما فيه من حسن صبرهم على أمتهم واجتهادهم في دعائهم الى عبادة الله مع الحق الذي من عمل عليه نجا ، ومع الوعظ الذي يلين القلب لسلوك طريق الحق ، ومع تذكر الخير والشر ، وما يدعو اليه كل واحد منهما في عاقبة النفع أو الضرر . وقوله { وموعظة } يعني جاءك موعظة تعظ الجاهلين بالله . وقوله { وذكرى للمؤمنين } معناه تذكرة تذكر المؤمنين بالله ورسله كي لا يفعلوا غير الواجب .