Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 11, Ayat: 17-17)
Tafsir: at-Tibyān fī tafsīr al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
الالف في قوله { أفمن كان } ألف استفهام ، والمراد بها التقرير ، والتقدير هل الذي كان على بينة - يعني برهان وحجة من الله - والمراد بالبينة ها هنا القرآن والمعني بقوله { أفمن كان على بينة } النبي صلى الله عليه وآله وكل من اهتدى به واتبعه . وقوله { ويتلوه شاهد منه } قيل في معناه أقوال : أحدها - شاهد من الله هو محمّد صلى الله عليه وآله . وروي ذلك عن الحسين بن علي عليهما السلام وذهب اليه ابن زيد واختاره الجبائي . والثاني - قال ابن عباس ومجاهد وابراهيم والفراء والزجاج : جبرائيل يتلو القرآن على النبي صلى الله عليه وآله . والثالث - شاهد منه لسانه ، روي ذلك عن محمّد بن علي أعني ابن الحنفية ، وهو قول الحسن وقتادة والرابع - روي عن أبي جعفر محمّد ابن علي بن الحسين عليهم السلام أنه علي بن ابي طالب عليه السلام ورواه الرماني ، وذكره الطبري باسناده عن جابر بن عبد الله عن علي عليه السلام . وذكر الفراء وجهاً خامساً - قال : ويتلوه يعني القرآن يتلوه شاهد هو الانجيل ، ومن قبله كتاب موسى يعني التوراة . والمعنى ويتلوه في الحجة والبينة . وقوله { ومن قبله كتاب موسى } الهاء في { قبله } عائدة على القرآن المدلول عليه فيما تقدم من الكلام ، والمعنى أنه يشهد به بالبشارة التي فيه . وقوله { إماماً ورحمة } العامل فيه أحد امرين : احدهما - الظرف في قوله ومن قبله . والثاني - وشاهد من قبله كتاب موسى إماماً ورحمة ، وخبر { من } في قوله { أفمن كان على بينة من ربه } محذوف والتقدير أفمن كان على بينة من ربه وعلى الأوصاف التي ذكرت كمن لا بينة معه ، قال الشاعر : @ وأقسم ولو شيء أتانا رسوله سواك ولكـن لـم نجـد عنـك مدفعـا @@ وأنشد الفراء : @ فما أدري إذا يممت وجهـاً أريـد الخيـر أيهمـا يلينـي آلخير الذي أنـا أبتغيـه أم الشـر الـذي لا يأتلينـي @@ قال : أيهما ، وإنما ذكر الخير وحده ، لأن المعنى مفهوم ، لأن المبتغي للخير متق للشر . وقال قوم خبره قوله { من كان يريد الحياة الدنيا } وقد تقدمه ، واستغني به . وقوله { أولئك يؤمنون به } كناية عمن كان على بينة من ربه أنهم يصدقون بالقرآن ويعترفون بأنه حق . وقوله { ومن يكفر به من الاحزاب فالنار موعده } معناه إن كل من يجحده ولا يعترف به من الاحزاب الذين اجتمعوا على عداوته . وقال الفراء : يقال كل كافر حزب النار { والنار موعده } يعني مستقره وموعده { فلا تك } يا محمد صلى الله عليه وآله في شك من ذلك ، فالخطاب متوجه إلى النبي صلى الله عليه وآله والمراد به جميع المكلفين . وقوله { إنه الحق من ربك } اخبار منه تعالى بأن هذا الخبر الذي ذكره حق من عند الله . ولكن اكثر الناس لا يعلمون صحته وصدقه لجهلهم بالله وجحدهم نبوة نبيه صلى الله عليه وآله . وروي أن الحسن قرأ { في مرية } بضم الميم ، وهي لغة أسد وتميم ، وأهل الحجاز يكسرون الميم وعليه القراء .