Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 11, Ayat: 36-36)

Tafsir: at-Tibyān fī tafsīr al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

اخبر الله تعالى في هذه الآية انه اوحى إلى نوح ، وقال له انه لن يؤمن احد من قومك في المستقبل اكثر من الذين آمنوا ، فلا تبتئس أي لا تغتم ولا يلحقك حزن لاجلهم ، يقال ابتأس ابتآساً فهو مبتئس ، وقد يكون البؤس الفقر والابتآس حزن في الاستكانة انشد ابو عبيدة . @ ما يقسم الله أقبل غير مبتئس منه وأقعد كريماً ناعم البال @@ واصله البؤس وهو الفقر والمسكنة . ولما اعلم الله نوحاً عليه السلام أن أحداً من قومه لا يؤمن فيما بعد ، ولا من نسلهم قال { رب لا تذر على الأرض من الكافرين دياراً انك ان تذرهم يضلوا عبادك ولا يلدوا إلا فاجراً كفاراً } ذكره قتادة وغيره . والعقل لا يدل على أن قوماً لا يؤمنون في المستقبل وإنما طريق ذلك السمع ، وقد يغلب في الظن ذلك مع قيام التجويز ، ألا ترى انه يغلب في ظنوننا أن الروم مع كثرتهم لا يؤمنون جملة إلا انه ليس يمتنع مع ذلك أن يؤمنوا ، لان الله كلفهم الايمان ، فلو لم يكن ذلك جائزاً لما كلفهم .