Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 11, Ayat: 51-51)
Tafsir: at-Tibyān fī tafsīr al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
اخبر الله تعالى في هذه الآية عن هود أنه قال لقومه : لست أطلب منكم - على دعائي لكم الى عبادة الله - أجراً ، لأنه ليس جزائي في ذلك إلا على الله الذي خلقني ، فهلا تتفكرون - بعقولكم - في ذلك ، فتعلمون أن ذلك محض النصيحة لأنه لو كان لغيره لطلبت عليه الأجر . اللغة والسؤال والطلب معناهما واحد ، الا ان الطلب قد يكون في غير معنى السؤال ، لأن من ضاع منه شيء يطلبه ، او طلب الماء اذا استعذبه أو طلب المعادن ، لا يقال فيه ( سأل ) ولا هو سائل . و ( الاجر ) هو الجزاء على العمل على عمل الخير بالخير . وقد يستحق الاجر على الشكر ، كالاجر الذي يعطيه الله العبد على شكره لنعمه . و ( الفطر ) الشق عن أمر الله ، كما ينفطر الورق عن الثمر ، ومنه فطر الله الخلق . ومنه قوله { إذا السماء انفطرت } و { هل ترى من فطور } ومنه فطر الله الخلق لأنه بمنزلة ما شق عنه فظهر . وقوله { أفلا تعقلون } يقال لمن عدل عن الاستدلال : لا يعقل ، لأنه بمنزلة من لا يعقل ، في انه لا ينتفع بموجب العقل . وقيل ان المعنى { أفلا تعقلون } أني اطلب بذلك نصحكم وصلاحكم فتقبلوه ولا تردوه .