Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 11, Ayat: 55-55)

Tafsir: at-Tibyān fī tafsīr al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

في هذه الآية دلالة على صحة النبوة ، لانه قال لقوم من اهل البأس والنجدة { كيدوني جميعاً ثم لا تنظرون } اي لا تمهلوني ثقة بأنهم لا يصلون اليه بسوء ، لما وعده الله ( عز وجل ) من العز والغلبة . ومثله قال نوح لقومه { فأجمعوا أمركم وشركاءكم ثم لا يكن أمركم عليكم غمة ثم اقضوا إلي ولا تنظرون } وقال نبينا ( صلى الله عليه وسلم ) " فان كان لكم كيد فكيدون " . والفرق بين الانظار والتأخير ان الانظار امهال لينظر صاحبه في امره ، والتأخير خلاف التقديم من غير تضمين . وفي هذه الاية تضمين بما قبلها ، لان التقدير اني بريء مما تشركون من دونه ، وها هنا يحسن الوقف ويحسن ايضاً ان يقف على قوله { تشركون } كان ذلك وقفاً كافياً ، لانه يحسن الوقف عليه ، ولا يحسن استئناف ما بعده . واما الوقف التام فهو الذي يحسن الوقف عليه ويحسن استئناف ما بعده نحو قوله { وإياك نستعين } ثم يستأنف { اهدنا الصراط المستقيم } والكيد طلب الغيظ بالسر وهو الاحتيال بالسر ، تقول : كاده يكيده كيداً وكايده مكايدة مثل غايظه مغايظة .