Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 11, Ayat: 56-56)
Tafsir: at-Tibyān fī tafsīr al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
هذه الآية فيها حكاية ما قال هود لقومه بعد ذكر ما قدم من القول فيه اني توكلت على الله . والتوكل تفويض الامر الى الله تعالى على طاعته فيما امر به ، لان ذلك من تسليم التدبير له ، لان افعاله كلها جارية على ما هو اصلح للخلق . وقوله { ما من دابة إلا هو آخذ بناصيتها } معناه ليس من حيوان يدب الا وهو تعالى آخذ بناصيته اي قادر على التصرف فيه ، وتصريفه كيف شاء . و ( الناصية ) قصاص الشعر ومنه قوله { فيؤخذ بالنواصي والأقدام } وفي جر الرجل بناصيته اذلال له . واصل الناصية الاتصال من قولهم : ( مفازة بناصي مفازة ) اذا كانت الاخيرة متصلة بالاولى قال الشاعر : @ فيء تناصيها بلا دفيء @@ وقال ذو الرمه : @ ينصو الجماهين @@ ونصوته انصوه نصواً اذا اتصلت به . وقال ابو النجم : @ ان يمس رأسي اشمط العناصي كأنما فرقه مناصي @@ اي يجاذب ليتصل به في مره ، وانما قال اخذ بناصيتها مع انه مالك لجميعها لما في ذلك من تصوير حالها على عادة معروفة من امرها في اذلالها ، فكل دابة في هذه المنزلة في الذلة لله تعالى . وقوله { إن ربي على صراط مستقيم } معناه أن أمر ربي في تدبير خلقه على صراط مستقيم لا عوج فيه ولا اضطراب ، فهو يجري على سبيل الصواب لا يعدل الى اليمين والشمال والفساد . والفائدة هنا ان ربي وإن كان قادراً على التصريف في كل شيء فانه لا يفعل إلا العدل ولا يشاء الا الخير .