Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 11, Ayat: 57-57)
Tafsir: at-Tibyān fī tafsīr al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
معنى الاية حكاية ما قال هود لقومه من قوله لهم ان توليتم ، فليس ذلك لتقصير في ابلاغكم وانما هو لسوء اختياركم في الاعراض عن نصحكم ، ويجوز ان يكون ذلك حكاية ما قال الله لهود انهم ان تولوا فقل لهم فقد ابلغتكم . وقال الزجاج : التقدير فان تتولوا فحذف احدى التائين ، لدلالة الكلام عليها ، فعلى هذا تقديره قل لهم فان تتولوا ، ومثله قال الجبائي . والتولي الذهاب الى خلاف جهة الشيء وهو الاعراض عنه . والمعنى هنا التولي عما دعوتكم اليه من عبادة الله ، واتباع امره ، والابلاغ إلحاق الشيء بنهايته ، وذلك انه قد يلحق الحرف بالحرف على جهة الوصل ، فلا يكون إبلاغاً ، لانه لم يستمر الى نهايته . وقوله { ويستخلف ربي قوماً غيركم } فالاستخلاف جعل الثاني بدل الاول يقوم مقامه فيما كان عليه الاول ، فلما كانوا قد كلفوا ، فلم يجيبوا ، جعل الثاني بدلاً منهم في التكليف . وقوله { ولا تضرونه شيئاً } معناه انه اذا استخلف غيركم ، لا تقدرون له على ضر ولا نفع . وقيل ان معناه لا ينقصه هلاككم شيئاً ، لانه يجل عن الحاق المنافع والمضار به . وقوله { إن ربي على كل شيء حفيظ } لأعمال العباد حتى يجازيهم عليها . وقيل معناه يحفظني من ان تنالوني بسوء .