Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 11, Ayat: 88-88)

Tafsir: at-Tibyān fī tafsīr al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

جواب ( أن ) في الآية محذوف ، والتقدير يا قوم إن كنت على حجة ودلالة من ربي ، ومع ذلك رزقنى منه رزقاً حسناً ، وانما وصفه بأنه حسن مع ان جميع رزق الله حسن لامرين : احدهما - انه اراد بـ { حسناً } حسن موقعه لجلالته وعظمته . والثاني - انه اراد ما هو عليه على وجه التأكيد . وقيل إن الرزق الحسن ها هنا النبوة . وقال البلخي معناه الهدى والايمان ، لانهما لا يوصل اليهما إلا بدعائه وبيانه ومعونته ولطفه ، وتريدون أن أعدل عما انا عليه من عبادته مع هذه الحال الداعية اليها ؟ ، وانما حذف لدلالة الكلام عليه ، والرزق عطاء الخير الجاري في حكم المعطي ، والعطية الواصلة من الانسان رزق من الله . وصلة من الانسان ، لإدرار الخير على العبد في حكمه . وقوله { وما أريد أن أخالفكم إلى ما أنهاكم عنه } . قيل في معناه قولان : احدهما - ليس نهيي لكم لمنفعة اجرّها الى نفسي بما تتركون من منع الحقوق . والثاني - أنا لا انهى عن القبيح وافعله مثل من ليس بمستبصر في امره ، كما قال الشاعر : @ لا تنه عن خلق وتاتي مثله عار عليك اذا فعلت عظيم @@ وقوله { إن أريد إلا الإصلاح } معناه لست أريد بما آمركم به وانهاكم عنه الا اصلاح حالكم ما قدرت عليه . وقوله { وما توفيقي إلا بالله } والتوفيق عبارة عن اللطف الذي تقع عنده الطاعة وذلك بحسب ما يعلم الله تعالى . وانما لم يكن الموفق للطاعة الا الله ، لان احداً لا يعلم ما يتفق عنده الطاعة - من غير تعليم - سواه تعالى . وقوله { عليه توكلت } معناه على الله توكلت وفوضت أمري اليه على وجه الرضا بتدبيره مع التمسك بطاعته { وإليه أنيب } قيل في معناه قولان : احدهما - قال مجاهد : اليه ارجع . والثاني - قال الحسن : اليه ارجع بعملي وبنيتي اي اعمل اعمالي لوجه الله .