Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 11, Ayat: 95-95)

Tafsir: at-Tibyān fī tafsīr al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

شبه الله تعالى هلاك قوم شعيب وانقطاع آثارهم منها بحالهم لو لم يكونوا فيها يقال : غنى بالمكان إذا اقام به على وجه الاستغناء به عن غيره . واتخاذه وطناً ومأوى يأوي اليه ، ولذلك قيل للمنازل المغاني ، وانما شبه حالهم بحال ثمود خاصة ، لانهم أهلكوا بالصيحة كما اهلكت ثمود مثل ذلك مع الرجفة . وقوله { ألا بعداً لمدين } دعاء عليهم بانتفاء الرحمة عنهم كما أهلك الله تعالى ثمود ، فلم يرحمهم ، وجعل انتفاء الرحمة بعداً من الرحمة ، لانه أظهر فيما يتصور , فكأنهم يرونها حسرة لانها لا تصل اليهم منها منفعة لما يحصلون عليه من مضرة الحسرة ، و ( كأن ) هذه يحتمل ان تكون مخففة من الثقيلة على ان يضمر فيها ، كالاضمار في ( ان ) من قوله { وآخر دعواهم أن الحمد لله رب العالمين } ويجوز ان تكون ( ان ) التي تنصب الفعل بمعنى المصدر . وبعدت وبعُدت بالكسر والضم لغتان . وكانت العرب تذهب بالرفع الى التباعد ، وبالكسر الى الدعاء ، وهما واحد . وقرأ ابو عبد الرحمن السلمي كما بعدت بضم العين . والآخر بعداً فنصب على المصدر ، وتقديره ألا أهلكهم الله فبعدوا بعداً .