Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 12, Ayat: 101-101)
Tafsir: at-Tibyān fī tafsīr al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
هذا حكاية ما قال يوسف حين اجتمع مع أبويه وأخوته وأهل بيته ، وانه قال يا { رب آتيتني من الملك } وحذف حرف النداء للدلالة عليه . وعلى وجه الاعتراف بأنواع نعمة الله عليه ، وان من جملتها أنه اعطاه الملك والسياسة والتدبير بين الخلق ، وأنه مع ذلك علمه ، وفهمه أنواع العلوم ، ونصب له الدلالة على علوم كثيرة . وقد يقال : علمه تعليماً إذا بين له الدليل المفضي الى العلم . والاعلام هو إِيجاب العلم بايجاده والتعريض له . والمعنى فهمتني تأويل الاحاديث التي تؤدي الى العلم بما احتاج إليه . والاحاديث الاخبار عن حوادث الزمان . وقوله { فاطر السماوات والأرض } فالفطر الشق عن أمر باختراعه عند انشقاقه ، ففطر السموات والارض : اختراعهما بما هو كائن كالشق عما يظهر فيه . ومنه تفطر الشجر بالورق . ونصبه يحتمل أمرين : احدهما - أن يكون صفة لقوله { رب قد آتيتني من الملك } ، لانه مضاف ، كما يقال : يقول يا زيد ذي الجمة . والثاني - ان يكون على النداء بتقدير يا فاطر . وقوله { أنت وليّ } أي ناصري ، والولي النصير بما يتولى من المعاونة ، فاذا وصف تعالى بانه وليّ المؤمن ، فلانه ينصره بما يتولى من معونته وحياطته . واذا وصف المؤمن بأنه ولي الله ، فلان الله ينصره بمعونته ، فتجري الصفة على هذا المعنى . وقوله { توفني مسلماً } معناه اقبضني اليك إذا امتني وأنا مسلم اي الطف لي بما أموت معه على الاسلام { وألحقني بالصالحين } من آبائي اسحاق وابراهيم اي اجعلني من جملتهم . و ( من ) في قوله { من الملك } وقوله { من تأويل الأحاديث } دخلتا للتبعيض لأنه لم يؤته الله جميع الملك ، ولا علمه جميع الاشياء ، ويحتمل ان تكون دخلت لتبيين الصفة ، كما قال { فاجتنبوا الرجس من الأوثان }