Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 12, Ayat: 106-106)

Tafsir: at-Tibyān fī tafsīr al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قيل في معنى هذه الآية قولان : احدهما - قال الحسن : الآية في اهل الكتاب ، لان معهم إيماناً وشركاً . وقال ابن عباس ، ومجاهد وقتادة : المعنى { وما يؤمن أكثرهم بالله } في اقراره بأن الله خلقه وخلق السموات والأرض إلا وهو مشرك بعبادة الاوثان ، وهذا هو الأولى ، لان التقدير ما يصدقون بعبادة الله إلا وهم يشركون الأوثان معه في العبادة . وقال الرماني : الآية دالة على ان اليهودي معه إيمان بموسى ، وكفر بمحمد ، لانها دلت على انه قد جمع الكفر والايمان ، وانه لا ينافي ان يؤمنوا بالله من وجه ويكفروا به من وجه آخر ، كما قال { افتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض فما جزاء من يفعل ذلك منكم إلا خزي في الحياة الدنيا ويوم القيامة يردون إلى أشد العذاب } وعلى مذهب من قال بالموافاة من المرجئة لا يصح ذلك ، لان الاحباط عنده باطل ، فمن آمن بالله لا بد ان يوافي به . والجواب على مذهبه ان يقال تأويل الآية انه لا يؤمن أكثرهم بالله ويصدق رسله في الظاهر الا وهو مشرك في باطنه ، فتكون الآية في المنافقين خاصة - يعنى هذه الآية - وقد ذكره البلخي ايضاً .