Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 12, Ayat: 40-40)

Tafsir: at-Tibyān fī tafsīr al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

وهذا تمام ما قال يوسف للكفار الذين يعبدون غير الله ، فقال لهم لستم تعبدون من دون الله إلا أسماء سميتموها . وقيل في معناه قولان : احدهما - انه لما كانت الاسماء التي سموا بها آلهتهم لا تصح معانيها صارت كأنها اسماء فارغة يرجعون في عبادتهم اليها فكأنهم إنما يعبدون الاسماء ، لأنه لا يصح معاني يصح لها من إله ورب . الثاني - إلا اصحاب أسماء سميتموها لا حقيقة لها ، والعبادة هي الاعتراف بالنعمة مع ضرب من الخضوع في أعلى الرتبة ، ولذلك لا يستحقها إلا الله تعالى وقوله { ما أنزل الله بها من سلطان } أي لم ينزل الله على صحة ما تدعونه حجة ، ولا برهاناً فهي باطلة لهذه العلة ، لانها لو كانت صحيحة ، لكان عليها دليل . وقوله { إن الحكم إلا لله } معناه ليس الحكم إلا لله فيما فعله او أمر به ، والحكم فصل المعنى بما تدعو إليه الحكمة من صواب او خطأ . والأمر قول القائل لمن دونه ( افعل ) والصحيح انه يقتضي الايجاب . وقوله { أمر أن لا تعبدوا إلا إياه } معناه أمر أن تعبدوه ، وكره منكم عبادة غيره ، لان الأمر لا يتعلق بأن لا يكون الشيء ، لانه انما يكون أمراً بارادة المأمور والارادة لا تتعلق الا بحدوث الشيء . وقوله { وذلك الدين القيم } معناه ان الذي أمر به من عبادته وحده ، وان لا يشرك به شيء هو { الدين القيم } المستقيم الصواب ، ولكن اكثر الناس لا يعلمون صحة ما اقوله ، لعدولهم عن الحق ، والنظر والاستدلال .