Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 12, Ayat: 73-73)

Tafsir: at-Tibyān fī tafsīr al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

هذا حكاية ما اجاب به اهل العير لما سمعوا النداء ، وما يدل على رد الصواع انهم اقسموا بالله انا لم نجيء للافساد في الارض وإنا لم نكن سارقين . والفساد اضطراب التدبير على وجه قبيح ، ونقيضه الصلاح . ويقال فسد الشيء اذا تغير الى حال تضر كفساد الطعام ، وغيره من الأمور ، وقوله " تالله " التاء بدل من بدل ، لأنها بدل من الواو والواو بدل من الباء ، فضعفت عن التصرف ، فاختصت بدخولها على اسم الله لا غير دون غيره من الاسماء ، لانه لا يقال ( تالرحمن ) ودخلت التاء في تالله على وجه التعجب ، لانها لما كانت نادرة في حروف القسم جعلت للنادر من المعاني يتعجب منه . وإنما قالوا { تالله لقد علمتم ما جئنا لنفسد في الأرض } مع انهم لم يعلموا ذلك لأمرين : احدهما - لما رأوا من صحة معاملتهم وشدة توقّيهم لما لا يجوز لهم مما ينبىء عن مقاصدهم . الثاني - قيل لانهم ردوا البضاعة التي وجدوها في رحالهم ظناً منهم أن ذلك عن سهو ، وهذا لا يليق بحال السراق من الناس . وضعف البلخي هذا الوجه ، وقال كيف يكون ذلك وهم لما فتحوا متاعهم وجدوا بضاعتهم ردت اليهم اظهروا السرور به والفرح ، وقالوا ما نبغي هذه بضاعتنا ردت الينا فكيف يردونها مع ذلك ! .