Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 12, Ayat: 74-75)

Tafsir: at-Tibyān fī tafsīr al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

حكى الله تعالى عن اصحاب يوسف انهم قالوا لاهل العير لما سمعوا جحودهم الصواع ، وانكروا ان يكونوا سارقين { فما جزاؤه إن كنتم كاذبين } في جحودكم وإنكاركم ، وقامت البينة على انكم سرقتموه ، وما الذي يستحق ان يفعل بمن سرق ؟ فأجابهم اهل العير ، وقالوا من ادرك عنده الصواع ، ووجد في رحله جزاؤه اخذ من وجد في رحله رقّاً ، فهو جزاؤه عندنا كجزائه عندكم لانه كان من عادتهم ان يسترّقوا السارق - في قول الحسن ، ومعمر ، والسدي ، وابن اسحاق - وفيه تقدير ان في الاعراب : احدهما - جزاؤه استرقاق من وجد في رحله ، فهذا الجزاء جزاؤه ، كما تقول جزاء السارق القطع ، فهو جزاؤه لتمكين البيان الاخير . الثاني - جزاؤه من وجد في رحله ، فالسارق جزاؤه ، فيكون مبتدأ ثانياً ، والفاء جواب الجزاء ، والجملة خبر ( من ) و ( من ) ها هنا يحتمل وجهين : احدهما - ان يكون بمعنى الذي ، وتقديره جزاؤه الذي وجد في رحله مسترقاً . والآخر - معنى الشرط ، كأنه قال جزاء السرّاق إن وجد في رحل إنسان منا ، فالموجود في رحله جزاؤه استرقاقاً . وقوله { كذلك نجزي الظالمين } اخبار منهم بأن ذلك عادتهم في مجازاة كل ظالم . وقد قيل في تأويل الآية وجهان : احدهما - ان يكونوا في ذلك على شرع لنبي من انبياء الله . والآخر - ان يكون ذلك على عادة الملوك في اهل الجنايات لمصالح العباد لا على حقيقة الجزاء الذي يعمل بأمر الله بدلالة قوله فيما بعد { ما كان ليأخذ أخاه في دين الملك } فاضاف الجزاء الى دين الملك دون الله .