Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 12, Ayat: 85-85)
Tafsir: at-Tibyān fī tafsīr al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
هذا حكاية ما قال بنو يعقوب لأبيهم حين رأوه حزيناً { تالله تفتؤ تذكر } معناه لا تزال تذكر ، في قول ابن عباس والحسن ومجاهد وقتادة والسدي ، يقال فتىء يفتؤ فتئاً وفتوءاً ، وقال اوس بن حجر : @ فما فتئت خيل تثوب وتدعي ويلحق منها لاحق وتقطع @@ اي فما زالت ، وحذفت ( لا ) من تفتأ ، لانه جواب القسم بمعنى نفي المستقبل ، لانه لو كان اثباتاً لم يكن بد من اللام والنون ، فجاز لما فيه من الايجاز من غير إلتباس ، كماقال امرؤ القيس : @ فقلت يمين الله ابرح قاعداً ولو قطعوا رأسي لديك واوصالي @@ والحرض ذو المرض والبلى - في قول ابن عباس ومجاهد - وقال الحسن وقتادة : معناه حتى تكون ذا الهرم او تكون من الميتين . واصل الحرض فساد الفعل والجسم للحزن والحب ، قال العرجي : @ اني امرؤ لج بي حب فاحرضني حتى بليت وحتى شفني السقم @@ ورجل محرض اذا كان مريضاً قال امرؤ القيس : @ ارى المرء ذا الاذواد يصبح محرضا كإحراض بكر في الديار مريض @@ ولا يثنى حرض ولا يجمع لانه مصدر ، يقال : حرضه على فلان اي أفسده عليه بما يغريه ، وإنما قالوا هذا القول إشفاقاً عليه وكفّاً له عن البكاء اي لا تزال تذكر يوسف بالحزن والبكاء عليه حتى تصير بذلك الى مرض لا تنتفع بنفسك معه ، لانه كان قد أشفى على ذهاب بصره وفساد جسمه ، او تموت بالغم . والهلاك ذهاب الشيء بحيث لا يدري الطالب له اين هو ، فالميت هالك لهذا المعنى .