Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 12, Ayat: 8-8)
Tafsir: at-Tibyān fī tafsīr al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قرأ ابن كثير ونافع والكسائي { مبين اقتلوا } بضم التنوين . الباقون بكسره قال أبو علي : من ضم التنوين اتبع حركة التنوين ضمة الهمزة بعده ، لان تحريكه ملزم لالتقاء الساكنين ، كما قالوا مذ به وفي ظلمات فاتبعوا الضمة وكذلك { مبين اقتلوا } { وقالت اخرج } ، ومن كسر لم يتبع ، وكسر على أصل الحركة لالتقاء الساكنين في الامر الاكثر . والعامل في ( اذا ) اذكر ، وتقديره اذكر إذ قالوا ليوسف . ويحتمل أن يكون العامل فيه ما في الآية الاولى من قوله { لقد كان في يوسف وإخوته آيات للسائلين . إذ قالوا ليوسف } . وفي الآية اخبار عما قالت أخوة يوسف حين سمعوا منام يوسف وتأويل يعقوب إياه . وقولهم : ان يوسف وأخاه لابيه وأمه ، وهو ابن يامين { أحب إلى أبينا } يعقوب { منا } مع انا عصبة أي جماعة ، والحب ضد البغض ، والحب - بفتح الحاء - سمي به ، لانه مما يحب ، والحب - بكسر الحاء - المفرط لما فيه من الحب ، والاحباب ان يبرك البعير فلا يثور ، لانه يحب البروك والمحبة ، على ضربين : احدهما - المحبة التي هي ميل الطباع . والثاني - ارادة المنافع . والفرق بين المحبة والشهوة أن الانسان يحب الولد ، ولا يشتهيه بأن يميل طبعه اليه ويرق عليه ويريد له الخير . والشهوة منازعة النفس الى ما فيه اللذة . والعصبة الجماعة التي يتعصب بعضها لبعض ، وقولهم { ونحن عصبة } أي جماعة يعين بعضها البعض ، وكانوا عشرة . والعصبة يقع على الجماعة من عشرة إِلى خمسة عشر ، ولا واحد له من لفظه ، كالرهط والقوم والنفر . وقوله { إن أبانا لفي ضلال مبين } معناه الاخبار عن قولهم ان ابانا في ذهاب عن طريق الحق والصواب الذي فيه التعديل بيننا في المحبة . وقيل : انهم أرادوا انه غلط في تدبير أمر الدنيا إذ كانوا انفع له من يوسف وأخيه من أمه وأبيه إذ كانوا يقومون بأمواله ومواشيه ، ولم يريدوا الضلال في الدين ، لأنهم لو أرادوا ذلك ، لكانوا كفاراً ، وذلك خلاف الاجماع . واكثر المفسرين على ان اخوة يوسف كانوا انبياء ، وقال قوم : لم يكونوا كذلك ، وهو مذهبنا ، لأن الأنبياء ، لا يجوز ان تقع منهم القبائح ، وخاصة ما فعلوه مع أَخيهم يوسف من طرحه في الجب ، وبيعهم إِياه بالثمن البخس ، وادخالهم الغم به على أبيهم يعقوب ، وكل ذلك يبين أنهم لم يكونوا أنبياء . وقال البلخي : ذهب قوم الى أنهم لم يكونوا في تلك الحال بلغوا الحلم ، وقد يقع مثل ذلك ممن قارب البلوغ ، وان لم يبلغ ، ويعاتب عليه ويذم ، ويضرب على فعله . ومن قال : كانوا بالغين غير انهم لم يكونوا انبياء استدل على بلوغهم بقوله { وتكونوا من بعده قوماً صالحين } ، وقولهم { يا أبانا استغفر لنا ذنوبنا } وقال الانبياء الاسباط من بني يعقوب غير هؤلاء .