Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 13, Ayat: 23-24)

Tafsir: at-Tibyān fī tafsīr al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

آيتان في الكوفي والبصري . وآية في الباقي تمام الاولى في الكوفي والبصري . { من كل باب } . يقول الله تعالى إن من وصفه بالصفات المذكورة { لهم عقبى الدار } وهي { جنات عدن } قال الزجاج : { جنات } بدل على قوله { عقبى الدار } والجنات البساتين التي يحفها الشجر واحدها جنة وأصله الستر من قوله { جن عليه الليل } وجنه اذا ستره . و ( العدن ) الاقامة الطويلة ، عدن بالمكان إذا اقام به يعدن عدناً ، ومنه المعادن التي يخرج منها الذهب والفضة وغيرهما . وقوله { ومن صلح من آبائهم وأزواجهم وذرّياتهم } اي ويدخل هذه الجنات الذين عملوا الصالحات من آباء المؤمنين ، ومن أزواجهم وذرياتهم . والصلاح استقامة الحال الى ما يدعو إليه العقل او الشرع . والمصلح من يفعل الصلاح ، والصالح المستقيم الحال في نفسه . وقوله { والملائكة يدخلون عليهم من كل باب } اي يدخلون من كل باب بالتحية والكرامة ، وفي ذلك تعظيم الذكر للملائكة . وفي الآية دلالة على ان ثواب المطيع لله سروره بما يراه في غيره من أحبّته ، لانهم يسرون بدخول الجنة مع من صلح من آبائهم وأزواجهم وذرياتهم ، وهم أولادهم ، وذلك يقتضي سرورهم بهذا الخبر . وقوله { سلام عليكم بما صبرتم } اي يقول هؤلاء الملائكة الداخلون عليهم { سلام عليكم } . والسلام التحية بالكرامة على انتفاء كل امر يشوبه من مضرة . والقول محذوف لدلالة الكلام عليه . والعقبى الانتهاء الذي يؤدي اليه الابتداء من خير او شر ، فعقبى المؤمن الجنة فهي نعم الدار ، وعقبى الكافر النار ، وهي بئس الدار . و ( الباء ) في قوله { بما صبرتم } يتعلق بمعنى { سلام عليكم } لانه دل على السلامة لكم بما صبرتم ، ويحتمل ان يتعلق بمحذوف ، وتقديره هذه الكرامة لكم بما صبرتم . وقيل في معنى { بما صبرتم } قولان : احدهما - ان تكون ( ما ) بمعنى المصدر ، فكأنه قال : بصبركم . والثاني - ان تكون بمعنى ( الذي ) كأنه قال بالذي صبرتم على فعل طاعاته وتجنب معاصيه .