Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 13, Ayat: 25-25)

Tafsir: at-Tibyān fī tafsīr al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

لما ذكر الله تعالى الذين يوفون بعهده ، ولا ينقضون ميثاقه ، ووصفهم بالصفات التي يستحقون بها الجنة ، وهي عقبى الدار ، اخبر بعد ذلك عن حال من ينقض عهده من بعد اعطائه المواثيق ، ويقطع ما امر الله به ان يوصل ، وهو ما بيّناه من صلة الرحم اوصله النبي صلى الله عليه وسلم ويفسد مع ذلك في الارض ، ومعناه ان يعمل فيها بمعاصي الله والظلم لعباده ، واخراب بلاده ، فهؤلاء لهم اللعنة ، وهي الابعاد من رحمة الله ، والتبعيد من جنته ، { ولهم سوء الدار } يعني عذاب النار ، والخلود فيها . وقد بينا معنى النقض ، وأنه التفريق بين شيئين متآلفين ، ومثله الهدم ، ونقض العهد هو العمل بخلاف موجبه ، والعهد عقد يتقدم به في الامر وعهد الله عقده ، وهو لزوم العمل بالحق في جميع ما اوجبه عليه ، والميثاق احكام العقد بأبلغ ما يكون مثله ، وميثاق العهد توثيقه بأوكد ما يكون من الأمر . والقطع نقيض الوصل ، وقطع ما امر الله به ان يوصل ؛ في كل عمل يجب تنميته ، من صلة رحم او غيره من الفروض اللازمة ، والافساد نقيض الاصلاح .