Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 13, Ayat: 26-26)
Tafsir: at-Tibyān fī tafsīr al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
اخبر الله تعالى انه { يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر } ومعناه يوسعه على من يشاء من عباده ، بحسب ما يعلم من مصلحته ، ويضيّقه على آخيرين اذا علم ان مصلحتهم في ذلك . وقوله { وفرحوا بالحياة الدنيا } معناه وسروا - هؤلاء الذين بسط لهم في الرزق - بالرزق في الحياة الدنيا فنسوا فناءه وبقاء امر الآخرة . ويحتمل ان يكون اراد به أنهم فرحوا فرح البطر ، كقوله { إن الله لا يحب الفرحين } والفرح هوالسرور ، وهو لذة في القلب بنيل المشتهى ، ومنه قوله { فرحين بما آتاهم الله من فضله } ثم قال تعالى { وما الحياة الدنيا في الآخرة إلا متاع } ومعناه ليست هذه الحياة الدنيا بالاضافة الى الحياة في الآخرة { إِلاّ متاع } اي إِلاّ قليل ذاهب في - قول مجاهد - وانما كان كذلك ، لان هذه فانية وتلك دائمة باقية . والمتاع ما يقع من الانتفاع به في العاجلة ، وأصله التمتع ، وهو التلذذ بالأمر العاجل ، ولذلك وصفت الدنيا بأنها متاع . والقدر قطع الشيء على مساواة غيره من غير زيادة ولا نقصان ، والمقدار المثال الذي يعمل فيه غيره في مساواته ، ومعنى ويقدر - ها هنا - يضيق . وقال ابن عباس : ان الله تعالى خلق الخلق فجعل الغنا لبعضهم صلاحاً ، والفقر لبعضهم صلاحاً ، فذلك الخيار للفريقين .