Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 13, Ayat: 32-32)
Tafsir: at-Tibyān fī tafsīr al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
اللام في قوله { ولقد } لام القسم ، ومعنى الكلام انه اقسم تعالى انه لقد استهزىء برسل من قبلك يا محمد أرسلهم الله . والاستهزاء طلب الهمزء وهو اظهار خلاف الاضمار للاستضعاف فيما يجري من عبث الخطاب . والرسل جمع رسول ، وهوالمحمّل للرسالة . والرسالة كلام يؤخذ لتأديته الى صاحبه . وقوله { فأمليت للذين كفروا } اي اخرت عقابهم وإهلاكهم وأمهلتهم ، يقال : أملى يملى إملاء ومنه قوله : { إنما نملي لهم ليزدادوا إثماً } واصله طول المدة ، ومنه قليل لليل والنهار : الملوان لطولهما ، قال ابن مقبل : @ الا يا ديار الحي بالسَّبُعان أملُّ عليها بالبلى الملوان @@ وقوله { ثم أخذتهم } يعنى الذين استهزؤا برسل الله وكفروا بآيات الله ، أهلكتهم وانزلت عليهم عذابي { فكيف كان عقاب } وهو العذاب على وجه الجزاء . ومعنى الآية تسلية النبي صلى الله عليه وسلم عما يلقاه من سفهاء قومه من الكفر والاستهزاء عند دعائه إِياهم إِلى توحيده والايمان به ، بأنه قد نال مثل هذا الأنبياء قبلك فصبروا ، فاصبر أنت ايضاً مثل ذلك ، كما قال { فاصبر كما صبر أولوا العزم من الرسل }