Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 13, Ayat: 33-33)
Tafsir: at-Tibyān fī tafsīr al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قرأ اهل الكوفة { وصدوا } بضم الصاد . الباقون بفتحها ، قال ابو علي : قال ابو عمرو ، عن ابي الحسن : صد وصددته مثل رجع ورجعته ، قال الشاعر : @ صدت كما صد عما لا يحل له ساقي نصارى قبيل الفصح صوام @@ فهذا صدت في نفسها ، وقال الآخر : @ صددت الكأس عنا ام عمرو @@ واما قوله { إن الذين كفروا ويصدون عن سبيل الله والمسجد الحرام } فالمعنى يصدون المسلمين عن المسجد الحرام ، فكان المفعول محذوفاً . وقوله { رأيت المنافقين يصدون عنك صدوداً } يكون على يصدون عنك اي لا يبايعونك ، كما يبايعك المسلمون ، ويجوز ان يكونوا يصدون غيرهم عن الايمان ، كما صدوا هم عنه ، ويثبطون عنه . وحجة من اسند الفعل الى الفاعل ، قوله { الذين كفروا وصدوا عن سبيل الله } وقوله { هم الذين كفروا وصدوكم عن المسجد الحرام } فكما اسند الفعل الى الفاعل في جميع هذه الآي كذلك اسند في قوله { وصدوا عن السبيل } وقيل : إِن قوماً جلسوا على الطريق ، فصدوا الناس عن النبي صلى الله عليه وسلم ففيهم نزلت الآية . ومن بنى الفعل للمفعول به جعل فاعل الصدِّ غواتهم والعتاة منهم في كفرهم ، وقد يكون على نحو ما يقال : صد فلان عن الخير وصد عنه ، يعنى انه لم يفعل خيراً ، ولا يراد : ان مانعاً منعه . فأما قوله { وكذلك زين لفرعون سوء عمله وصد عن السبيل } فالفتح الوجه ، لأنه لم يصده عن الإيمان احد ، ولم يمنعه منه ، والذي زين ذلك له الشيطان ، كما قال { وزين لهم الشيطان أعمالهم فصدهم عن السبيل } معنى قوله { أفمن هو قائم على كل نفس بما كسبت } من هو قائم بتدبيرها وجزائها على ما كسبت من خير او شر ، كمن ليس بهذه الصفة ، وحذف الخبر لدلالة الكلام عليه . وقوله { وجعلوا لله شركاء } في العبادة ، فعبدوا الاصنام ، والاوثان . وقوله { قل سموهم } اي سموهم بما يستحقون من الاسماء التي هي صفات . ثم انظروا هل تدل صفاتهم على أنه يجوز أن يعبدوا ام لا ؟ وقوله { أم تنبئونه بما لا يعلم في الأرض أم بظاهر من القول } معناه إلا ان يصفوهم بما لا يصح ان يعلم صحته ، فيخرجوا بذلك الى التجاهل او يقتصروا على ظاهر القول من غير رجوع الى حقيقة ، وهو قول مجاهد وقتادة . وقال ابو علي : معنى { بظاهر من القول } الذي انزله الله على انبيائه . وقوله { بل زين للذين كفروا مكرهم } اي زين ذلك لهم انفسهم وغواتهم من شياطين الانس والجن ، ولا يجوز ان يكون المراد زين بالشهوة ، لأن المكر ليس مما يشتهى { وصدوا عن السبيل } اي منعوا عن طريق الحق بالاغواء والمنع . ويجوز ان يكون المراد واعرضوا عن طريق الجنة . وقوله { ومن يضلل الله فما له من هاد } قيل في معناه قولان : احدهما - من حكم الله عليه بأنه ضال على وجه الذم ، فإنه لا ينفعه هداية احد . والآخر - ان من يضله الله عن طريق الجنة الى النار ، فلا هادٍ يهديه اليها ، ولا يجوز ان يكون المراد من يضله عن الايمان ، لان ذلك سفه لا يفعله الله تعالى .