Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 13, Ayat: 3-3)

Tafsir: at-Tibyān fī tafsīr al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

ذكر الله تعالى في الآية الاولى بالسماء والشمس والقمر ، لان اكثر ما في العالم متعلق بذلك وجار مجراه كالنبات والحرث والنسل ، ثم ذكر في هذه الآية الارض وتدبيره لها على ما فيه من المصلحة لينبه بذلك من ذهب عن الاستدلال به على حكمته تعالى ، وتوحيده ، فقال { وهو الذي مد الأرض } يعنى بسطها طولاً وعرضاً { وجعل فيها رواسي } يعني جبالاً راسيات ثابتات ، يقال : رسي هذا الوتد وأرسيته . وواحد ( الرواسي ) راسية { وأنهاراً } اي وخلق فيها أنهاراً يجري المياه فيها { ومن كل الثمرات جعل فيها زوجين اثنين } ثم ابتدأ فقال : وجعل فيها من جميع الثمرات زوجين أي ضربين . قال الحسن يعني لونين من كل ما خلق من البنات . والزوج يكون واحداً ويكون اثنين ، وها هنا واحد . وقريش تقول : للانثى زوج وللذكر زوج . قال الله تعالى { أسكن أنت وزوجك الجنة } لادم . ومعنى { يغشي الليل النهار } اي يجلل الليل النهار والنهار بالليل . والمعنى انه يذهب كل واحد منهما بصاحبه ومثله { يكوّر الليل على النهار ويكوّر النهار على الليل } والمعنى ان أحدهما يُذهب الآخر . ثم أخبر تعالى ان فيما ذكره من الدلالات لآيات واضحات لمن فكر ، واعتبر بها ، لان من لم يفكر فيها ولم يعتبر ، كأنه لا آية له . وقوله { زوجين اثنين } انما اكد بـ { اثنين } وان كان قوله { زوجين } افاد العدد لامرين : احدهما - على وجه التأكيد وهو مستعمل كثيراً . الثاني - ان الزوجين قد يقع على الذكر والانثى . وعلى غيرهما ، فاراد ان يبين ان المراد به ها هنا لونين أو ضربين دون الذكورة والانوثة ، وذلك فائدة لا يفيدها قوله { زوجين } فلا تكرار فيه بحال . وهو قول الحسن والجبائي وغيرهما .