Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 13, Ayat: 5-5)
Tafsir: at-Tibyān fī tafsīr al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
في الكوفي . وفي المدنيين والبصري آيتان تمام الاولى قوله { لفي خلق جديد } . قرأ ابن عامر وابو جعفر { إذا } بهمزة واحدة على الخبر . الباقون بهمزتين على الاستفهام . وحقق الهمزتين اهل الكوفة وروح . وقرأ نافع وابن كثير وابو عمرو ورويس بتخفيف الاولى وتليين الثانية . وفصل بينهما بالف نافع الا ورشاً وابو عمرو . واما { إنا } فقرأه بهمزة واحدة على الخبر نافع والكسائي ويعقوب . الباقون بهمزتين على الاستفهام . وحقق الهمزتين ابن عامر وعاصم وحمزة وخلف الا ان هشاما يفصل بينهما بالف . وقرأ ابن كثير وابو عمرو ، وابو جعفر بتحقيق الاولى وتليين الثانية إلا ان ابا عمرو وابا جعفر يفصلان بينهما بالف ، وابن كثير لا يفصل . وكذلك اختلافهم في الموضعين في ( سبحان ) وسورة المؤمنين والسجدة ولقمان . والثاني من اللذين في الصافات . وما سوى ذلك من الاستفهامين يذكر في موضعه ان شاء الله قال ابو علي الفارسي من قرأ ( أإذا ، أإنا ) بالاستفهام فيهما ، فموضع ( اذا ) نصب بفعل مضمر يدل عليه قوله { أءنا لفي خلق جديد } لان هذا الكلام يدل على نبعث ونحشر ، فكأنه قال أنبعث اذا كنا تراباً . ومن لم يدخل الاستفهام في الجملة الثانية كان موضع ( اذا ) نصباً بما دل عليه قوله { انا لفي خلق جديد } فكأنه قال انبعث اذا كنا تراباً ، وما بعد ( ان ) لا يعمل فيما قبله بمنزلة الاستفهام ، فكما قدرت هذا الناصب في ( اذا ) مع الاستفهام ، لان الاستفهام لا يعمل ما بعده فيما قبله كذلك نقدره في ( إنا ) لان ما بعدها ايضاً لا يعمل فيما قبلها . وقراءة ابن عباس { اذا كنا تراباً } على الخبر ( أإنا ) على الاستفهام ينبغي ان يكون على مضمر كما حمل ما تقدم على ذلك ، لان بعد الاستفهام منقطع مما قبله . فاما ابو عمرو ، فأنه يفصل بين الهمزتين بألف ، كما يفصل في { أأنذرتهم } وكما يفصل بين النونات في ( اخشينان ) ويأتي بعد ذلك بالهمزة بين بين ، وليست ( يا ) ياء محضة ، كما ان الهمزة في السائل ليست ياء محضة ، وانما هي همزة بين بين ، وابن كثير ان اتي بياء ساكنة بعد الهمزة من غير مد فليس ذلك على التخفيف القياسي ، لانه لو كان كذلك ، لوجب ان يجعل الهمزة بين بين ، كما فعل في سم في المتصل وفي اذ قال ابراهيم - في المنفصل لذلك ، ولكنه يبدل من الهمزة ابدالاً محضاً كما حكى سيبويه انه سمع من العرب من يقول ( بئس ) وقد جاء في الشعر يومئذ على القلب . مدح الله تعالى نبيه صلى الله عليه وسلم تعجُّبه من الكفار في عبادتهم ما لا يملك لهم نفعاً ولا ضرّاً . ثم اخبر ان هذا موضع العجب ، وذمهم بعجبهم من اعادتهم ثانية مع علمهم بالنشأة الاولى ، وفيما بين الله تعالى من خلق السموات والارض ، وما بينهما من عجائب افعاله التي تدل على انه قادر على الاعادة ، كما دلت على الانشاء ، لان هذا مما ينبغي ان يتدبره العاقل ، وقد قيل : ( لا خير فيمن لا يتعجب من العجب وأرذل منه المتعجب من غير عجب ) والعجب والتعجب واحد . وهو تغير النفس بما خفي سببه عن الكافر وخرج عن العادة ، فهؤلاء الجهال توهموا انهم اذا صاروا تراباً لا يمكن ان يصيروا حيواناً . والذي انشأهم اول مرة قادر ان يعيدهم ثانية . ثم اخبر تعالى عنهم ، فقال : هؤلاء هم الذين جحدوا نعم الله ، وكفروا بآياته ودلالاته ، وهم الذين يحشرهم الله يوم القيامة ، والاغلال في اعناقهم . والغل طوق يقيد به اليد في العنق ، وأصله الغل في الشيء إذا انتسب فيه . وغل : اذا خان بانتسابه في مال الحرام والاعناق جمع عنق ، وهو مغرز الرأس . وقيل ان المعنى في ذلك انهم يؤاخذون بأعمالهم ، وهي الاغلال ، كما قال { اذ الأغلال في أعناقهم } فكأنهم بمنزلة من الغلّ في عنقه لما لزمهم من الكفر به ، فقال و { أولئك أصحاب النار هم فيها خالدون } اخبار منه تعالى انهم بعد الغل في اعناقهم يجعلون في النار مؤبدين فيها معذبين بأنواع العذاب .