Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 14, Ayat: 11-12)

Tafsir: at-Tibyān fī tafsīr al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

حكى الله تعالى في هذه الآية ما أجابت به الرسل الكفار ، فإنهم قالوا لهم ما { نحن إِلا بشر مثلكم } ولسنا ملائكة ، كما زعمتم { ولكن الله } من علينا فاصطفانا وبعثنا أنبياء وهو { يمن على من يشاء من عباده } ولم يكن لنا ان نجيئكم { بسلطان } اي بحجة على صحة دعوانا إِلا بأمر الله واطلاقه لنا في ذلك { وعلى الله } يجب ان يتوكل { المتوكلون } المؤمنون المصدقون به وبأنبيائه . ثم اخبر انهم قالوا ايضاً { وما لنا أن لا نتوكل على الله } اي ولم لا نتوكل على الله { وقد هدانا } الى سبل الايمان ودلنا على معرفته ووفقنا لتوجيه العبادة اليه ، ولا نشرك به شيئاً ، وضمن لنا على ذلك جزيل الثواب ، { ولنصبرن على ما أذيتمونا } من تكذيبنا وشتمنا في جنب طاعته وابتغاء مرضاته وطلب ثوابه { وعلى الله } يجب ان يتوكل المتوكلون الواثقون بالله دون من كان كافراً ، فان وليه الشيطان . و { المنّ } اصله القطع يقال : حبل منين اي منقطع عن بلوغ المنية ، والمنيّة لانها تقطع عن امر الدنيا . { ولهم أجر غير ممنون } اي غير مقطوع ، والاذى ضرر يجده صاحبه في حاله يقال : آذاه يؤذيه أذى وتأذى به تأذياً ، واكثر ما يقال في الضرر القليل ، ويقال ايضاً آذاه أذى عظيماً ، والمثل ما سد مسد صاحبه فيما يرجع الى ذاته . والهدى الدلالة على طريق الحق من الباطل ، والرشد من الغي ، هداه يهديه الى الدين هدى . والسلطان الحجة التي يتسلط بها على الطالب مذهب المخالف للحق . وقيل في قوله { وما كان لنا أن نأتيكم بسلطان إلا بإذن الله } قولان : احدهما - قال ابو علي الجبائي : انهم سألوا آية مخصوصة غير ما اتتهم به الرسل ، كما سأله قريش ، فقالوا { لن نؤمن لك حتى تفجر لنا من الأرض ينبوعاً … } والثاني - ان ما اتيناكم به بإِذن الله ، لأنه مما لا يقدر عليه البشر ، ونحن بشر .