Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 14, Ayat: 15-16)

Tafsir: at-Tibyān fī tafsīr al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله { واستفتحوا } معناه استنصروا وهو طلب الفتح بالنصر ، ومنه قوله { وكانوا من قبل يستفتحون على الذين كفروا } اي يستنصرون وقال ابن عباس : هو استفتاح الرسل بالنصر على قومهم ، وبه قال مجاهد وقتادة . وقال الجبائي : هو سؤالهم ان يحكم الله بينهم وبين اممهم ، لان الفتح الحكم ، ومنه قولهم : الفتاح الحاكم . وقال ابن زيد : هو استفتاح الكفار بالبلاء والخيبة خلاف ما قدروه من المنفعة ، يقال : خاب يخيب خيبة وخيب تخيباً ، وضده النجاح ، وهو ادراك الطلبة . والجبرية طلب علو المنزلة بما ليس وراءه غاية في الوصف ، فاذا وصف العبد بأنه جبّار كان ذمّاً ، واذا وصف الله به كان مدحاً ، لان له علو المنزلة بما ليس وراءه غاية في الصفة . والعنيد : هو المعاند إِلا ان فيه مبالغة ، والعناد الامتناع من الحق مع العلم به ، كبراً وبغياً ، يقال : عند يعند عنوداً ، وعانده معاندة وعناداً قال الشاعر : @ اذا نزلت فاجعلاني وسطاً اني كبير لا أطيق العندا @@ والوراء والخلف واحد ، وهو جهة مقابلة لجهة القدام ، وقد يكون وراء بمعنى أمام ، وقيل : إنه يحتمل ذلك - ها هنا - وذكروا أنه يجوز في الزمان على تقدير انه كان خلفهم ، لأنه يأتي فيلحقهم قال الشاعر : @ اتوعدني وراء بني رياح كذبت لتقصرن يداك دونى @@ وقال آخر : @ عسى الكرب الذي أمسيت فيه يكون وراءه فرج قريب @@ وقوله { ويسقى من ماء صديد } يعني يسقى الجبار العنيد صديداً ، وهو قيح يسيل من الجرح اخذ من انه يصد عنه تكرهاً له . والقيح دم مختلط بمدة . وقوله { صديد } بيان للماء الذي يسقونه ، فلذلك اعرب بإِعرابه ، قال الزجاج : والوراء ما توارى عنك ، وليس من الاضداد . قال الشاعر : @ حلفت فلم أترك لنفسك ريبة وليس وراء الله للمرء مذهب @@ أي ليس بعد مذاهب الله للمرء مذهب .