Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 14, Ayat: 26-27)
Tafsir: at-Tibyān fī tafsīr al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
لما ضرب الله المثل للكلمة الطيبة بالشجرة الطيبة التي ذكرها وأكلها ، ضرب المثل للكلمة الخبيثة بالشجرة الخبيثة التي تجتث اي تقلع ، يقال : اجتثه اجتثاثاً وجثه جثاً ، ومنه الجثة ، والاجتثاث الاستئصال للشيء واقتلاعه من أصله ، وقال انس بن مالك ومجاهد : الشجرة الممثل بها هي شجرة الحنظل ، قال أنس : وهي السرمان . وقال ابن عباس : هي شجرة لم تخلق بعد . والمثل قول سائر يشبه فيه حال الثاني بالاول ، والتشبيه في الامثال ؛ لما يحتاج اليه من البيان وهو على وجهين : احدهما - ما يظهر فيه اداة التشبيه . والآخر - ما لا يظهر فيه . والكلمة الواحدة من الكلام ، ولذلك يقال للقصيدة كلمة ، لانها قصيدة واحدة من الكلام . والكلمة إِنما تكون خبيثة اذا خبث معناها . وهي كلمة الكفر ، والطيبة كلمة الايمان ، والخبث فساد يؤدي الى فساد . وقوله { يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا } يعنى كلمة الايمان { وفي الأخرة } قال ابن عباس والبراء بن عازب : هي المسألة في القبر اذا أتاة الملك ، فقال له من ربك وما دينك ومن نبيك ؟ فيقول : ربي الله وديني الاسلام ونبي محمد صلى الله عليه وسلم . وقال قوم : معنى { يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا } يعني الايمان يثبتهم الله بثوابه في الجنة ويمدحهم فيها . وقوله { ويضل الله الظالمين } يحتمل امرين : احدهما - يحكم بضلال الظالمين . الثاني - يضلهم عن طريق الجنة الى طريق النار { ويفعل الله ما يشاء } من ذلك لا اعتراض عليه في ذلك ولا في غيره مما يريد فعله .