Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 14, Ayat: 51-52)
Tafsir: at-Tibyān fī tafsīr al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
أخبر الله تعالى بأنه إِنما فعل ما تقدم ذكره { ليجزي الله كل نفس } الذي كسبت إِن كسبت خيراً أتاها الله بالنعيم الأبدي في الجنة ، وإِن كفرت وحجدت وكسبت شراً عاقبها بنار جهنم مخلدة فيها { إن الله سريع الحساب } اي سريع المجازاة . وقيل معنى { سريع الحساب } لا يشغله محاسبة بعضهم عن محاسبة آخرين . والكسب فعل ما يجلب به النفع للنفس او يدفع به الضرر عنها . والكسب ليس بجنس الفعل ، والله تعالى يقدر على مثله في الجنس . وقوله { هذا بلاغ } قال ابن زيد وغيره من المفسرين : هو إِشارة الى القرآن ، ففيه بلاغ للناس ، لان فيه البيان عن الانذار والتخويف ، وفيه البيان عما يوجب الإخلاص بما ذكر من الإنعام الذي لا يقدر عليه الا الله . وفي الآية حجة على ثلاث فرق : على المجبرة في الارادة ، لأنها تدل على أنه تعالى أراد من جميع المكلفين ان يعلموا { إِنما هو إِله واحد } وهم يزعمون أن أراد من النصارى ان يثلثوا ، ومن الزنادقة ان يقولوا بالتثنية . الثاني - حجة عليهم في ان المعصية لم يردها ، لانه اذا أراد منهم ان يعلموا أنه إِله واحد ، لم يرد خلافه من التثليث والتثنية الذي هو الكفر . الثالث - حجة على اصحاب المعارف ، لانه بين أنه أراد من الخلق ان يتذكروا ويفكروا في دلائل القرآن التي تدلهم على أنه إِله واحد . ثم أخبر تعالى انه انما يتذكر { أولو الألباب } اي ذوو العقول ، لان من لا عقل له لا يمكنه الذكر والاعتبار .