Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 14, Ayat: 7-8)
Tafsir: at-Tibyān fī tafsīr al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
وهذه الآية عطف على الاولى ، والتقدير واذكروا { إِذ تأذن ربكم } اي أعلمكم وقد يستعمل ( تفعَّل ) بمعنى ( أفعل ) كقولهم اوعدته وتوعّدته ، وهو قول الحسن والفراء ، قال الحرث بن حلزة : @ آذنتنا ببينها أسماء رُبَّ ثاوٍ يملُّ منه الثواءُ @@ والمعنى أعلم ربكم . وقوله { لئن شكرتم لأزيدنكم } التقدير أعلمكم أنكم متى شكرتموني على نعمي ، واعترفتم بها زدتكم نعمة الى نعمة { ولئن كفرتم } أي جحدتم نعمتي وكفرتموها { إن عذابي لشديد } لمن كفر نعمتي . ثم أخبر ان موسى قال لقومه { إن تكفروا } نعم الله وتجحدونها { أنتم } وجميع { من في الأرض } من الخلق فإِنه لا يضر الله . وإِنما يضركم ذلك ، بأن تستحقوا منه العذاب والعقاب { فإن الله لغني حميد } اي غني عن شكركم حميد في أفعاله . والغني هو الحي الذي ليس بمحتاج ، والحميد الكبير لاستحقاق الحمد بعظم إِنعامه ، وهي صفة مبالغة في الحمد ، وقد يكون كفر النعمة بأن يشبه الله بخلقه أو يجوّر في حكمه ، أو يرّد على نبي من انبيائه ، أو كان بمنزلة واحد منها في عظم الفاحشة ، لان الله تعالى منعم بجميع ذلك من حيث أقام الادلة الواضحة على صحة جميع ذلك وغرضه بالنظر في جميعها الثواب الجزيل ، فلذلك كان منعماً بها إِن شاء .