Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 15, Ayat: 26-27)

Tafsir: at-Tibyān fī tafsīr al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

اخبر الله تعالى أنه خلق الانسان ، والمراد به آدم بلا خلاف . وقيل في معنى الصلصال قولان : احدهما - إِنه الطين اليابس الذي يسمع له عند النقر صلصلة . ذهب اليه ابن عباس والحسن وقتادة . والثاني - قال مجاهد : هو مثل الخزف الذي يصلصل . وقال مجاهد : الصلصال المنتن - في رواية عنه - مشتق من صل اللحم وأصلّ إِذا انتن ، والاول اقوى ، لقوله تعالى { خلق الإنسان من صلصال كالفخار } وما يبس كالفخار فليس بمنتن ، وقال الفراء : الصلصال طين الحرار إِذا خلط بالرمل اذا جفّ كان صلصالاً ، واذا طبخ كان فخاراً ، والصلصلة القعقعة ، وهي صوت شديد متردد في الهواء كصوت الرعد ، يقال لصوت الرعد صلصلة ، وللثوب الجديد قعقعة ، واصل الصلصلة الصوت يقال : صلّ يصلّ وهو صليل اذا صوّت ، قال الشاعر : @ رجعت الى صدر كجرَّة حنتم إِذا فرغت صفراً من الماء صلّت @@ وقيل : خلق آدم على صورة الانسان من طين ، ثم ترك حتى جف ، فكانت الريح اذا مرت به سمع له صلصلة . وقوله { من حمإٍ مسنون } فالحمأ جمع حمأة ، وهو الطين المتغير الى السواد ، يقال : حمئت البئر وأحمأتها أنا اذا بلغت الحمأة . وقيل في معنى ( المسنون ) قولان : احدهما - المصبوب من قولهم : سننت الماء على الوجه وغيره اذا صببته ، وعن ابن عباس : انه الرطب ، فعلى هذا يكون رطباً مصبوباً ثم يبس فيصير كالفخار . الثاني - انه المتغير ، من قولهم : سننت الحديدة على المسن اذا غيرتها بالتحديد ، والأصل الاستمرار في جهة ، من قولهم هو على سنن واحد . ومعنى قوله { والجان خلقناه من قبل } المراد به ابليس ، خلقه الله قبل آدم - في قول الحسن وقتادة - { من نار السموم } اي من النار الحارة . وقال عبد الله : هذه السموم جزء من سبعين جزء من السموم التي خرج منها الجان ، وهو مأخوذ من دخولها بلطفها في مسام البدن ومنه السم القاتل ، يقال : سم يومنا يسم سموماً اذا هبت له ريح السموم .