Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 15, Ayat: 41-44)

Tafsir: at-Tibyān fī tafsīr al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قرأ يعقوب { صراط عليٌّ } بتنوين علي ، ورفعه على أنه صفة لـ { صراط } بمعنى رفيع ، وبه قرأ ابن سيرين وقتادة . الباقون بفتح الياء على الاضافة الى الياء . وقيل في معناه قولان . احدهما - إِن ذلك على وجه التهديد ، كقولك لمن تتهدده وتتوعده : على طريقك ، والى مصيرك ، كما قال { إِن ربك لبالمرصاد } وهوقول مجاهد وقتادة . الثاني - إِنه يراد به الدين المستقيم ، وأن الله يبينه وينفي الشبهة عنه بهداية المستدل على طريق الدليل . وقوله { إن عبادي ليس لك عليهم سلطان } اخبار منه تعالى ان عباده الذين يطيعونه وينتهون الى أمره ويجتنبون معاصيه ليس للشيطان عليهم سلطان ولا قدرة اكثر من ان يغويهم ، فإِذا لم يقبلوا منه ولا يتبعونه ، فلا يقدر لهم على ضر ولا نفع . وقال الجبائي : ذلك يدل على ان الجن لا يقدرون على الاضرار ببني آدم ، لانه على عمومه . وقال غيره : الآية تدل على نفي السلطان بالاغواء ، لانهم اذا لم يقبلوا منه ولا يتبعونه ، فكأنه لا سلطان له عليهم ، ولا يمتنع ان يقدروا على غير ذلك من الاضرار . ثم استثنى تعالى من جملة العباد من يتبع ابليس على إِغوائه وينقاد له ويقبل منه ، لانه اذا قبل منه ، صار له عليه سلطان ، بعدوله عن الهدى الى ما يدعوه اليه من اتباع الهوى ، فيظفر به إِبليس . ثم اخبر تعالى ان جهنم موعد جميع العصاة والخارجين عن طاعته ، ومن يتبع ابليس على إِغوائه . و { جهنم } لا تنصرف لانها معرفة مؤنثة ، وقد يقال للنار اذا عظمت واشتدت : هذه جهنم ، تشبيهاً بجهنم المعروفة ، وهذا لم ينكر ، ثم اخبر عن صفة جهنم بأن { لها سبعة أبواب } وقال علي ( ع ) والحسن وقتادة وابن جريج : ابوابها أطباق بعضها فوق بعض { لكل باب جزء } من المستحقين للعقوبة على قدر استحقاقهم من العقاب ، في القلة والكثرة بحسب كثرة معاصيهم وقلتها .