Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 15, Ayat: 51-54)

Tafsir: at-Tibyān fī tafsīr al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قرأ نافع { تبشرون } بكسر النون مع التخفيف بمعنى تبشرونني وحذف النون استثقالاً ، لاجتماع المثلين ، وبقيت الكسرة الدالة على الياء المفعولة ، والنون الثانية محذوفة ، لان التكرير بها وقع ، ولم تحذف الاولى لانها علامة الرفع ومثله قول الشاعر : @ تراه كالثغام يعلّ مسكاً بسوء الغاليات اذا قليني @@ أراد قلينني ، فحذف إِحدى النونين . وقال اهل الكوفة : ادغم ثم حذف ، وحجتهم { وكادوا يقتلونني } وقوله { أتعدانني } فأظهر النونات ، وأما حرف المشدد نحو { تأمروني } و { أتحاجوني } وما أشبه ذلك . وشدد النون وكسرها ابن كثير . الباقون بفتح النون . قال أبو علي : من شدد النون أدغم النون الاولى التي هي علامة الرفع في الثانية المتصلة بالياء التي للمضمر المنصوب للمتكلم ، وفتحها ، لانه لم يعدّ الفعل الى مفعول به ، كما عداه غيره . وحذف المفعول كثير . ولو لم يدغم ، وبيّن ، كان حسناً في القياس مثل ( يقتلونني ) في جواز البيان والادغام . ومن فتح النون جعلها علامة الرفع ، ولم يعد الفعل فيجتمع نونان . أمر الله تعالى نبيه صلى الله عليه وسلم ان يخبر من تقدم ذكره { عن ضيف إبراهيم } والضيف هو المنضوي الى غيره لطلب القرى ، وجمعه ضيوف وأضياف وضيفان { إِذ دخلوا عليه } يتعلق بـ { ضيف } وضيف يقع على الواحد والاثنين والجمع ، فلذلك قال { إِذ دخلوا عليه } فكنى بكناية الجمع . وسماهم ضيفاً ، وهم ملائكة ، لانهم دخلوا بصورة البشر { فقالوا سلاماً } نصبه على المصدر ، والمعنى سلمت سلاماً على وجه الدعاء ، والنحية . ومثله قوله { وإِذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاماً } والمعنى سلمنا منكم سلاماً ، والسلامة نقيض البلاء والآفة المخوفة ، والنجاة نقيض الهلاك . وقوله { قال إِنا منكم وجلون } اخبار عما أجاب به ابراهيم ضيفانه بأنه خائف منهم ، والوجل الخوف ، فأجابه الضيفان ، وقالوا { لا توجل } أي لا تخف انا جئناك { نبشرك بغلام عليم } . والتبشير الإِخبار بما يسرّ ، بما يظهر في بشرة الوجه سروراً به يقال : بشرته أبشره بشارة وأبشر ابشاراً بمعنى استبشر ، وبشرته تبشيراً ، وانما وصفه بأنه { عليم } قبل كونه ؛ لدلالة البشارة به على انه سيكون بهذه الصفة ، لانه إِنما بشر بولد يرزقه الله اياه ويكون عليماً ، فقال لهم ابراهيم { أبشرتموني على أن مسني الكبر } اي كيف يكون لي ولد وقد صرت كبيراً ، لان معنى { مسني الكبر } أي غيرني الكبر عن حال الشباب التي يطمع معها في الولد ، الى حال الهرم . وقيل في معناه قولان : احدهما - انه عجب من ذلك لكبره ، فقاله على هذا الوجه . والآخر - انه استفهم فقال : أأمر الله ان تبشرونني ، في قول الجبائي . ومعنى { على أن مسني } أي بأن مسني ، كما قال { حقيق على أن لا أقول } بمعنى بأن لا أقول .