Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 15, Ayat: 67-71)
Tafsir: at-Tibyān fī tafsīr al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
هذا إِخبار من الله تعالى أنه حين بلغ أهل المدينة نزول من هو في صورة الاضياف بلوط ، جاؤوا إِليه مستبشرين فرحين ، يقال استبشر استبشاراً وأبشر إِبشاراً ، بمعنى واحد وضده اكتأب اكتآباً . وانما فرحوا طمعاً في ان ينالوا الفجور منهم ، فقال لهم لوط { إِن هؤلاء ضيفي فلا تفضحون } فيهم ، والفضيحة ظهور السيئة التي يلزم العار بها عند من عملها ، يقال : فضحه يفضحه فضيحة ، وأفتضح افتضاحاً وتفاضحوا تفاضحاً . ثم قال لهم { اتقوا الله } باجتناب معاصيه ، وفعل طاعته ، { ولا تخزون } والخري الانقماع بالعيب الذي يستحيا يقال منه : خزي خزياً ، واخزاه الله إِخزاء والاخزاء والاذلال والإهانة نظائر . وللضيف ذمام كانت العرب تراعيه ، وتحافظ عليه ، وتعيب من عنده ضيف ولم يقم بحقه ؛ فلذلك قال لهم { إن هؤلاء ضيفي } ، فقالوا له في الجواب عن ذلك أو ليس نهيناك أن تستضيف أحداً من جملة الخلائق أو تنزله عندك ، فقال لهم عند ذلك { هؤلاء } وأشار الى بناته . وقيل أنهن كن بناته لصلبه ، وقيل انهن كن بنات قومه عرضهن عليهم بالترويج والاستغناء بهن عن الذكران . وقال الحسن ، وقتادة : أراد { هؤلاء بناتي } فتزوجوهن { إِن كنتم فاعلين } كناية عن طلب الجماع . وقال الجبائي : ذلك للرؤساء الذين يكفون الاتباع ، وقد كان يجوز في تلك الشريعة تزويج المؤمنة بالكافر ، وقد كان في صدر شريعتنا جائزاً ايضاً ، ثم حرّم . وهو قول الحسن . وقال الزجاج : أراد نساء أمته ، فهم بناته في الحكم ، قال الجبائي : وهذا القول كان من لوط لقومه قبل ان يعلم أنهم ملائكة لا يحتاج الى هذا القول لقومه .