Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 15, Ayat: 79-84)
Tafsir: at-Tibyān fī tafsīr al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
لما اخبر الله تعالى عن اصحاب الايكة أنهم كذبوا رسل الله ، اخبر بأنه انتقم منهم بأن اهلكهم ودمر عليهم . وفرق الرماني بين الانتقام والعقاب ، فقال : الانتقام نقيض الانعام ، والعقاب نقيض الثواب ، فالعقاب مضمن بأنه على المعصية ، والانتقام مطلق ، وهو - ها هنا - على المعاصي ، لان الاطلاق يصلح فيه التقييد : بحذف الاضافة . وقوله { وإِنهما } يعني قريتي قوم لوط ، واصحاب الايكة ، لبطريق يؤم ويتبع ويهتدى به - في قول ابن عباس ومجاهد والضحاك والحسن - وقال أبو علي الجبائي { لبإِمام } وهو الكتاب السابق الذي هو اللوح المحفوظ ، ثابت ذلك فيه ظاهر . والامام - في اللغة - هو المقدم الذي يتبعه من بعده وإِنما كانا بإِمام مبين ، لانهما على معنى يجب ان يتبع ، فيما يقتضيه ويدل عليه ، والمبين الظاهر . وقوله { ولقد كذب أصحاب الحجر المرسلين } اخبار منه تعالى ان اصحاب الحجر ، وهي مدينة - في قول ابن شهاب ، وسموا أصحاب الحجر ، لانهم كا نوا سكانه ، كما تقول : اصحاب الصحراء . { كذبوا } ايضاً الرسل الذين بعثهم الله اليهم ، وجحدوا نبوتهم : وقال قتادة : هم اصحاب الوادي ، وهو من الحجر الذي هو الحظر . واخبر تعالى انه اتاهم الله الدلالات والمعجزات الدالة على توحيده وصدق انبيائه ، فكانوا يعرضون عنها ولا يستدلون بها ، وكانوا ينحتون من الجبال بيوتاً ينقرون نقراً يأمنون فيها من الخراب . وقيل آمنين من سقوطها عليهم . وقيل كانوا آمنين من عذاب الله . وقيل : من الموت . ونصبه على الحال . فأخبر تعالى ان هؤلاء { فأخذتهم الصيحة مصبحين } اي جاءتهم الصيحة وقت دخولهم في الصباح ، ولم يغنهم { ما كانوا يكسبون } من الملاذ القبيحة . والغنى وجود ما ينتفي به الضرر عنهم .