Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 15, Ayat: 92-99)
Tafsir: at-Tibyān fī tafsīr al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
أقسم الله تعالى بقوله { فوربّك } يا محمد ، وفي ذلك تشريف للنبي صلى الله عليه وسلم وتنبيه على عظم منزلته عند الله { لنسألنهم } يعني هؤلاء الكفار { أجمعين } وانما يسألهم سؤال توبيخ وتقريع ، فيقول لهم لم عضيتم القرآن ، وما حجتكم فيه وما دليلكم عليه ، فيظهر عند ذلك خزيهم وفضيحتهم عند تعذر جواب بصح منهم . وقوله { فاصدع بما تؤمر } أمر من الله تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم ان يفرّق بما أمر به ، والمعنى افرق بين الحق والباطل بما تؤمر به ، قال أبو ذؤيب : @ وكأنَّهنّ ربابة وكأنّه يسر يفيض على القداح ويصدع @@ وقال مجاهد : معناه فاجهر بما تؤمر ، وانما قال بما تؤمر ، ولم يقل بما تؤمر به ، لأمرين : احدهما - انه حذف ( به ) كما يقال آمرك وآمر بك ، وأكفرك وأكفر بك قال الشاعر : @ إِذا قالت حذام فصدقوها فإِن القول ما قالت حذام @@ وكما قال الآخر : @ أمرتك حازماً فعصيتني وأصبحتَ مسلوب الإمارة نادما @@ وقوله { أعرض عن المشركين } أمر بأن يعرض عن المشركين ، ولا يخاصمهم الى ان يأمره بقتالهم . وقوله { إنا كفيناك المستهزئين } المعنى كفيناك شرهم واستهزاءهم بأن أهلكناهم وكانوا خمسة نفر من قريش : الوليد بن المغيرة ، والعاص بن وائل ، وابو زمعة والأسود بن عبد يغوث ، والحرث بن عيطلة - في قول سعيد بن جبير - وقيل الأسود بن المطلب ، أهلكهم الله . وقوله { الذين يجعلون مع الله إلهاً آخر } الذين في موضع جر ، لأنه بدل من المستهزئين ، وصفهم بأنهم اتخذوا مع الله إلهاً آخر عبدوه ، ثم قال { فسوف يعلمون } وبال ذلك يوم القيامة ، وهذا غاية التهديد ، ثم قال { ولقد نعلم أنك } يا محمد { يضيق صدرك } ويشق عليك ما يقولون من التكذيب والاستهزاء . ثم أمره ان يحمد ربه على نعمه وان يكون من الساجدين الذين يسجدون لله ، ويوجهون عبادتهم اليه ، وان يعبد ربه الى الوقت الذي يأتيه اليقين ، ومعناه حتى يأتيه الموت - في قول الحسن ومجاهد وقتادة - وسمي يقيناً ، لأنه موقن به توسعاً وتجوزاً ، لأنه مما يوقن به جميع العقلاء . ويحتمل أن يكون أراد . حتى يأتيه العلم الضروري بالموت والخروج من الدنيا الذي يزول معه التكليف .