Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 16, Ayat: 10-11)
Tafsir: at-Tibyān fī tafsīr al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قرأ أبو بكر عن عاصم إِلا الأعشى والبرجمي { ننبت } بالنون . الباقون . بالياء من قرأ بالياء فلما تقدم من قوله { هو الذي أنزل من السماء ماء … ينبت لكم } وهو أشكل بما تقدم ، والنون لا يمتنع ايضاً ، يقال نبت البقل وانبته الله ، وقد روي انبت البقل ، وأنكر ذلك الأصمعي ، وقال قصيدة زهير التي فيها ( حتى إذا أنبت البقل ) مبهمة قال أبو علي فأمّا قوله { تنبت بالدهن } فيجوز أن تكون الباء زائدة ، كقوله { ولا تلقوا بأيديكم } قال { وألقى في الأرض رواسي أن تميد } فعدى { ألقى } مرة بالباء وأخرى بغير باء ، وإِذا ثبت أن ( انبت ) في معنى ( نبت ) جاز ان تكون الباء للتعدي ، كما لو كانت مع ( نبت ) كان كذلك ، ويجوز ان تكون الهمزة في ( انبت ) للتعدي ، والمفعول محذوف ، والباء للحال ، كأنه قال تنبت ثمرة بالدهن ، فحذف المفعول و ( بالدهن ) في موضع حال ، كأنه قال تنبت ، وفيه دهن ، ويجوز في ( تنبت بالدهن ) ان تنبت ما فيه دهن . اخبر الله تعالى انه الذي ينزل من السماء ماء يعني غيثاً ومطراً لمنافع خلقه ، من ذلك الماء شراب تشربونه ، ومن ذلك نبات الشجر ، والشجر ما ينبت من الارض وقام على ساق وله ورق وجمعه أشجار ، ومنه المشاجرة لتداخل بعض الكلام في بعض كتداخل ورق الشجر وقال الازهري : ما نبت من الأرض شجر ، قام على ساق أَو لم يقم ترعاه الإبل والأنعام كلها . وقوله { فيه تسيمون } اي ترعون ؛ يقال : اسمت الابل إِذا رعيتها ، وقد سامت تسوم ، فهي سائمة اذا رعت . واصل السوم الابعاد في المرعى ، والسوم في البيع الارتفاع في الثمن ، والانبات اخراج الزرع ، والانسان يزرع ، والله تعالى ينبت . وقوله { ينبت لكم به الزرع والزيتون والنخيل والأعناب ومن كل الثمرات } اي ينبت بذلك المطر هذه الاشياء التي عددها لينتفعوا بها . ثم اخبر ان في ذلك لدلالة وحجة واضحة لمن يفكر فيه ، فيعرف الله به ؛ وإِنما أضاف الدلالة اليهم ، لانهم الذين انتفعوا بها ، ولأن من لم يفكر فيها فكأنها لم تنصب له .