Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 16, Ayat: 116-118)

Tafsir: at-Tibyān fī tafsīr al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

( ما ) في قوله { لما تصف } مصدرية ، والتقدير : ولا تقولوا لوصف ألسنتكم الكذب { هذا حلال وهذا حرام } وقال الزجاج : قرىء { الكُذُب } على أنه نعت الألسنة ، يقال لسان كذوب وألسنة كُذُب ، وحكي أيضاً بكسر الباء ردّاً على ( ما ) وتقديره للذي تصفه ألسنتكم الكذب ، وهذا إِنما قيل لهم لما كانوا حرموه وأحلوه ، فقالوا { ما في بطون هذه الأنعام خالصة لذكورنا ومحرم على أزواجنا } وقد بيناه فيما تقدم . ثم أخبر عن هؤلاء الذين يقولون على الله الكذب بأنهم { لا يفلحون } أي لا ينجون ولا يفوزون بثواب الله . وقوله تعالى { متاع قليل } معناه متاعهم هذا الذي فعلوه وتمتعوا به { متاع قليل } ويجوز في العربية ( متاعاً ) أي يتمتعون بذلك متاعاً قليلا { ولهم عذاب أليم } أي في مقابلة ذلك يوم القيامة . وقوله { وعلى الذين هادوا حرمنا ما قصصنا عليك من قبل } يعني ما ذكره في سورة الانعام في قوله { وعلى الذين هادوا حرمنا … } الآية ، في قول قتادة والحسن وعكرمة . ثم أخبر تعالى أنه لم يظلمهم بذلك ولا يبخسهم حظهم { ولكن كانوا أنفسهم يظلمون } بكفرهم بنعمة الله وجحودهم لأنبيائه ، فاستحقوا بذلك تحريم هذه الأشياء عليهم لتغيير المصلحة عند كفرهم وعصيانهم .