Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 16, Ayat: 119-119)
Tafsir: at-Tibyān fī tafsīr al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
يقول الله تعالى إِن الذي خلقك يا محمد { للذين عملوا السوء } يعني المعصية { بجهالة } أي بداعي الجهل ، لانه يدعو إِلى القبيح ، كما أَن داعي العلم يدعو إِلى الخير ، فقد يكون ذلك للجاهل بالشيء وقد يكون للغافل الذي يعمل عمل الجاهل بتغليب هواه على عقله . وقوله { ثم تابوا } يعني رجعوا عن تلك المعصية ، وندموا عليها ، وعزموا على أن لا يعودوا إِلى مثلها في القبح { وأصلحوا } نياتهم وافعالهم ، فإِن الذي خلقك من بعد فعلهم ما ذكرناه من التوبة { غفور } لهم ستّار عليهم { رحيم } بهم ، منعم عليهم . وإِنما شرط مع التوبة فعل الصلاح استدعاء إِلى فعل الصلاح ولئلا يغترّوا بما سلف من التوبة حتى يقع الاهمال لما يكون من الاستقبال .